بغداد- العراق اليوم:
في لحظة سياسية حساسة تمرّ بها البلاد، يتقدّم اسم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بوصفه خياراً يحظى بتوافق نادر، داخلياً وخارجياً، وهو ما لم يعد خافياً على المراقبين ولا على صُنّاع القرار في بغداد والإقليم. فالسوداني ليس مجرد مرشح توافقي فرضته معادلات السياسة، بل تحوّل إلى خيار شعبي مدعوم بالإنجاز، وخيار خارجي مقبول بحكم الأداء والاتزان والمرونة النافذة .
من الداخل، راكم الرجل رصيداً سياسياً وشعبياً عبر إدارة حكومية اتسمت بالهدوء والعمل الميداني، بعيداً عن الخطاب الاستفزازي أو الصراعات المفتوحة. فقد انصب التركيز على تحسين الخدمات، وتحريك ملف الإعمار، وإعادة الثقة تدريجياً بين المواطن ومؤسسات الدولة.
هذه النجاحات، وإن لم تلغ التحديات، إلا أنها أعادت الاعتبار لفكرة الدولة القادرة على الفعل، لا الاكتفاء بالتبرير. وقد لمس الشارع العراقي، ولا سيما في المحافظات، فارقاً واضحاً في أسلوب الإدارة، حيث غلبت لغة الإنجاز على لغة الوعود، وتقدّم الأداء التنفيذي على المزايدات السياسية. وهو ما يفسر تنامي القبول الشعبي ببقاء السوداني، باعتباره يمثل خيار الاستقرار والاستمرارية، لا القفز في المجهول. أما على المستوى الخارجي، فقد ترافقت نجاحات الداخل مع حضور إقليمي ودولي متوازن.
استطاع السوداني أن ينسج علاقات قائمة على مبدأ المصالح المشتركة واحترام السيادة، دون انخراط في محاور حادة أو اصطفافات متشنجة. هذا النهج انعكس في انفتاح واضح على المحيط العربي والإقليمي، وفي تعزيز موقع العراق كلاعب متزن لا ساحة صراع واشتباك. وفي هذا السياق، برزت الإشادة الدولية بأداء الحكومة، ولا سيما ما صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أثنى على دور الحكومة العراقية في ترسيخ الاستقرار، ودعم مسارات التنمية، وتعزيز حضور العراق الإيجابي في محيطه. كما لم تغب عبارات التقدير من عدد من القادة والزعماء العرب والإقليميين، الذين رأوا في السوداني نموذجاً ومثالاً للوسطية والاعتدال، وصوتاً عقلانياً في منطقة مثقلة بالأزمات.
هذه الإشادات لم تأتِ من فراغ، بل استندت إلى مواقف وطنية واضحة، حافظ فيها السوداني على توازن دقيق بين متطلبات الداخل وتعقيدات الخارج، وبين الثوابت الوطنية وحسابات الواقع السياسي. وهو ما جعل منه شخصية مقبولة دولياً دون أن يُنظر إليه كطرف متنازل عن السيادة أو خاضع للإملاءات. أمام هذه المعطيات، تبدو مسؤولية الإطار التنسيقي اليوم أكبر من أي وقت مضى. فالمعادلة لم تعد محصورة في تفاهمات داخل الغرف السياسية، بل باتت مرتبطة بإرادة شعبية واضحة، وبمناخ إقليمي ودولي يرى في استمرار السوداني ضمانة ثابتة للاستقرار.
إن تجاهل هذه المؤشرات قد يفتح الباب أمام ارتباك سياسي لا تحتمله البلاد في هذه المرحلة.
ونعتقد بل نجزم إن الاستماع إلى مطالب الشارع، وأخذ الرسائل القادمة من الإقليم والمجتمع الدولي بجدية، يفرض على الإطار التنسيقي أن يمضي نحو خيار إعادة تكليف محمد شياع السوداني بتشكيل الوزارة الجديدة، بوصفه خياراً واقعياً يجمع بين القبول الشعبي والدعم الخارجي، ويؤمن انتقالاً هادئاً نحو المرحلة المقبلة.
في المحصلة، لم يعد السوداني مجرد اسم مطروح، بل أصبح معادلة قائمة بذاتها: نجاح في الداخل، قبول في الخارج، واعتدال في المواقف. وهي معادلة نادرة في السياسة العراقية، تستحق أن تُقرأ بعقل الدولة لا بعين الحسابات الضيقة.
*
اضافة التعليق
الإعمار والتنمية وأبشر يا عراق يبحثان تطورات المشهد السياسي بعد مصادقة نتائج الانتخابات
نائب يؤكد خطر أزمة المياه على الأمن الغذائي والاقتصادي
المحكمة الاتحادية العليا تصادق على نتائج الانتخابات
العراق يودع يونامي ويتعهد بحماية قطاع الطاقة
حزب البارزاني يلوح بأخذ رئاسة الجمهورية من غريمه الاتحاد الوطني
على خطى الزعيم عبد الكريم.. السوداني ينهي دور المندوب السامي على العراق