كيف تحوّل مسلسل كيم كارداشيان الـ"فاشل" إلى ظاهرة رقمية؟

بغداد- العراق اليوم:

أثار المسلسل الجديد على منصة "هولو" All’s Fair، الذي تشارك فيه نجمة الواقع كيم كارداشيان بدور محامية طلاق رفيعة المستوى، ضجة واسعة، ليس للأسباب الصحيحة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "إندبندنت".

وقال النقاد إن أداء الممثلين في  المسلسل سيئ، وأن السيناريو ضعيف، كما منحته عدة منشورات تقييم "صفر"، وهو تصنيف نادر. ومع ذلك، وعلى الرغم من المراجعات السلبية، تم تجديد العمل للموسم الثاني وسرعان ما أصبح أكثر مسلسل أصلي مشاهدة على هولو خلال ثلاث سنوات، بل وتصدر قوائم Disney+ في المملكة المتحدة والعالم.

ويعكس نجاح المسلسل المفارقة الحالية في صناعة الترفيه: إنتاج محتوى سيئ للغاية بحيث يصبح لا يقاوم ثقافيا. في عالم وسائل الإعلام المزدحم اليوم، يُنجذب الجمهور إلى التطرف. والمسلسل المتوسط بثلاث نجوم غالبا ما يمر دون ملاحظة، بينما الأفضل أو الأسوأ يولد نقاشا، ومشاركات، وضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعدAll’s Fair نموذجا لهذه الظاهرة، حيث انتشرت مقاطع لوجه كارداشيان الجامد على إنستغرام وتويتر بشكل واسع.

ويشير الخبراء إلى أن ظاهرة "المشاهدة بغضب"؛ وفيها يشاهد الجمهور المسلسلات السيئة عمدا للترفيه أو النقد، تعد مربحة بشكل متزايد.

ومن الأمثلة السابقة على ذلك مسلسل And Just Like Tha المستوحى من Sex and the City وEmily in Paris، اللذان تلقيا انتقادات واسعة لكن جذبا عشرات الملايين من المشاهدين وتم تجديدهما لعدة مواسم.

كما تتبع برامج الواقع مثل Love Is Blind وSelling Sunset وسلسلة The Real Housewives، نموذجا مشابها، حيث تقدم محتوى "تافها" يمكن مشاهدته باستمرار أو مشاركته على الإنترنت.

ويتوقع البعض أن فريق العمل المتميز فيAll’s Fair، الذي يضم نعومي واتس، جلين كلوز، سارة بولسون ونيتسي ناش-بيتس، اللواتي تشغل معظمهن مناصب المنتجات التنفيذيات للعمل، قد يكون قد صمم عرضا سيئا عن قصد. وهذه الاستراتيجية تضمن تغطية إعلامية واسعة وإشادة فيروسية حتى قبل عرض الحلقة الأولى.

ويبرز نجاح المسلسل تحولًا أكبر في الصناعة، ويؤكد أن التطرف، والغضب، والمشاهدة المثيرة غالبا ما تجذب الجمهور أكثر من الجودة الحقيقية. ويشير النقاد إلى أنه مع سعي الاستوديوهات وراء المشاهدات والنقرات، يتضاءل التركيز على السرد القصصي الجيد؛ ما يخلق بيئة يزدهر فيها المحتوى الرديء.

وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي وخوارزميات البث، يثبت كل شيء مباح أن السوء قد يكون أحيانا الطريق الأسرع لجذب الانتباه والربح؛ ما يشكل درسا حول المعايير الجديدة للنجاح التلفزيوني، حيث يمكن أن تكون النجوم الصفرية أكثر قيمة من الخمس نجوم.