وزير التخطيط الأسبق يحذر من تداعيات زيادة نمو السكان

بغداد- العراق اليوم:

حذر وزير التخطيط العراقي السابق، نوري الدليمي،  من تداعيات النمو السكاني المتسارع الذي يقترب من حاجز الـ50 مليون نسمة دون وجود استعدادٍ كافٍ في ملفات الخدمات والسكن وفرص العمل.

وذكر الدليمي في حديث صحفي، أن "نتائج التعداد العام الأخيرة تكشف حقيقة واضحة مفادها أن العراق يدخل مرحلة سكانية متنامية بوتيرة أعلى من قدرات الدولة الحالية".

وأشار إلى أن "إدارة الملف السكاني بالأساليب التقليدية لم تعد خياراً، وأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تخطيط مبني على بيانات دقيقة".

وأضاف أن "النمو السكاني ليس خطراً إذا أحسنا التعامل معه، لكنه يصبح عبئاً عندما تبقى الموازنات موجهة نحو الإنفاق الاستهلاكي بدل الإنتاجي".

ولفت إلى ضرورة "إعادة توجيه الإنفاق الحكومي نحو مشاريع توفير السكن وتطوير البنى التحتية وتحفيز القطاعات الاقتصادية التي تستوعب اليد العاملة".

وأوضح الدليمي أن "التعداد ليس مجرد رقم، بل خارطة طريق لصناع القرار، لذلك أمام العراق فرصة لتحويل هذا النمو إلى قوة اقتصادية فعلية من خلال الاستثمار في الشباب وخلق بيئة إنتاجية مستدامة".

وحذر في الوقت نفسه من أن "إهمال نتائج التعداد سيضاعف معدلات البطالة ويرفع من حدة أزمة السكن ويزيد الضغط على الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمياه خلال السنوات المقبلة".

وبيّن أن "التجارب الدولية أثبتت أن البلدان التي لا تستثمر البيانات السكانية تتحول نموها إلى أزمة بدل أن يكون فرصة".

وخلص الدليمي إلى أن "المرحلة المقبلة تتطلب إرادة سياسية واضحة لإحداث تحول في نهج التخطيط، فالعراق يملك الموارد البشرية والطبيعية، لكنه يحتاج إلى إدارة رشيدة تستثمر أرقام التعداد بشكل صحيح".