بغداد- العراق اليوم: في عالم كرة القدم، تحوّلت مطاردة الأسطورة كريستيانو رونالدو للهدف رقم 1000 من مجرد تكهّنٍ صحفي إلى حقيقة وشيكة؛ عدّاد أهدافه الذي وصل إلى 952 هدفًا جعل الأمر مجرد مسألة وقت. لكن في هذا الموسم، ومع اقتراب الأسطورة البرتغالية من هذا الإنجاز التاريخي، ظهر متغيّر غريب لم يتوقعه أحد، وهو ظهور طريقٍ سهلٍ وممهّدٍ بالكامل نحو هذا الرقم، لكن رونالدو، وبشكلٍ مفاجئ، قرّر تجاهله.
هذا الطريق هو بطولة دوري أبطال آسيا 2، المسابقة القارية الثانية التي يشارك فيها نادي النصر هذا الموسم. بالنظر إلى مجموعة «العالمي» التي تضم فرقًا من طاجيكستان، والعراق، والهند، ومع الاحترام الكامل لها، فإن الفوارق الفنية تبدو هائلة، لدرجة أن البعض وصفها بـ«فرقٍ من الدرجة السابعة» مقارنةً بقوة الدوري السعودي ونجوم النصر.
كان من المتوقع أن تكون هذه البطولة هي الملعب الخاص برونالدو؛ فرصة ذهبية لتعبئة رصيده بعشرات الأهداف، وحسم سباق الـ1000 هدف في أسابيع قليلة. هذا بالضبط ما كان سيفعله رونالدو القديم؛ ذلك اللاعب الذي كانت الأنا هي محرّكه الأول، والذي لم يكن يفوّت فرصةً لتحطيم الأرقام.
لكن ما نشهده هذا الموسم، وتحديدًا مع غيابه الملحوظ عن المشاركات الفعّالة في هذه البطولة حتى الآن، هو نسخة مختلفة من كريستيانو. لأول مرة، يبدو أن الرجل قرّر طواعيةً أن يتخلّى عن كونه الشخص الذي الأنا لديه رقم واحد.
لو كان رونالدو لا يزال أسيرًا لتلك الأنا، لاختار بلا شكّ اللعب في كل دقيقةٍ في آسيا 2، وكان سيضغط للمشاركة أساسيًّا ويطالب زملاءه بخدمته لرفع غلّته التهديفية، بغضّ النظر عن المردود الفني أو مصلحة الفريق، لكنه اختار الصعب.
لقد أدرك رونالدو، بنضجٍ يُحسب له، أن هذا الطريق السهل هو فخّ؛ سباق الأهداف الوهمي هذا لن يكون مفيدًا له أو للفريق على المدى الطويل. الأولوية المطلقة هذا الموسم هي استعادة لقب الدوري السعودي، والسباق في روشن طويلٌ ومرهق، ولا يحتمل أيَّ تشتيتٍ أو استنزافٍ بدنيٍّ.
رونالدو يدرك أن المشاركة في مبارياتٍ محسومة، والسفر لمسافاتٍ طويلة، سيتسبّب له في مشاكل بدنية هو في غِنىً عنها، خصوصًا في سنّ الأربعين. إنه يفضّل الحفاظ على لياقته وجاهزيته للمعارك الحقيقية في الدوري، على حساب أهدافٍ سهلةٍ لا قيمة لها في بطولةٍ ثانوية.
هذا الموقف يتناقض تمامًا مع إصراره السابق، الذي كان يُنتقد عليه، بالمشاركة في مبارياتٍ بلا معنى مع منتخب البرتغال أمام لاتفيا ولوكسمبورغ وجزر الفارو، فقط لتعزيز أرقامه الدولية، حتى في مواسم متلاحمةٍ ومزدحمة.
يبدو أن رونالدو تخلّى عن هوس الأرقام الفردية السهلة، مقابل هدف أسمى: الفوز بالدوري كقائدٍ حقيقي للفريق. لقد اختار الطريق الصعب لأنه يدرك أن الأهداف الخمسين المتبقية ستأتي، ولكن الأهم هو كيف تأتي، وفي أي سياق. إنه يضحي بسباق الـ1000 هدف السريع، مقابل سباق الألقاب الأهم مع النصر.
*
اضافة التعليق
بشرط جزائي مفاجئ.. برشلونة يجهز خطة ضم هاري كين
سنهزمكم.. أسطورة ليفربول يتحدى ريال مدريد
لقب مفقود.. خطة النزالات الأخيرة لجون سينا
عانى منها ميسي.. ما "الإصابة المزمنة" التي تهدد لامين يامال؟
فضيحة تهز كرة القدم التركية.. إيقاف 149 حكما والتحقيق مع 3700 لاعب
ليست مصادفة .. رسالة ميسي المشفرة لبرشلونة من ملعب ميامي