إصابة مقلقة.. مبابي يغادر معسكر الديوك ويعود للريال

بغداد- العراق اليوم:

أعلن المنتخب الفرنسي لكرة القدم، في الساعات الأولى من صباح السبت، أن كيليان مبابي نجم ريال مدريد، تعرض لإصابة جديدة في الكاحل الأيمن خلال مواجهة أذربيجان، وسيعود إلى مدريد، مما يعني غيابه عن رحلة فرنسا إلى أيسلندا.

وكان النجم الفرنسي قد عانى من إصابة سابقة في الكاحل نفسه، أثناء مشاركته مع ريال مدريد، قبل أن يتعرض لضربتين خلال المباراة الأخيرة.

وذكر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، في بيان رسمي، أن مبابي لن يتمكن من اللعب، يوم الإثنين الماضي، أمام أيسلندا.

وأضاف البيان، أنه بعد عودة مبابي إلى مركز تدريبات المنتخب في كليرفونتين، تحدث قائد المنتخب مع المدرب ديدييه ديشامب، الذي "أقر بغيابه".

وأوضح الاتحاد أن مبابي "تم السماح له بالعودة إلى ناديه ريال مدريد"، مؤكداً أنه "لن يتم استدعاء بديل له".

وكان مبابي قد غاب عن بعض تدريبات ريال مدريد في الأسبوع الماضي، للتعافي من إصابة في الكاحل الأيمن.

وخلال المباراة ضد أذربيجان، افتتح التسجيل بطريقة فردية رائعة في الدقيقة (45+2)، قبل أن يتلقى أول ضربة في الكاحل المصاب، إثر تدخل من اللاعب أحمدزاده، الذي نال بطاقة صفراء في الدقيقة (52).

وفي الدقائق الأخيرة من اللقاء، تعرض مبابي لضربة جديدة على الكاحل من اللاعب خايبولاييف، ليضطر المدرب ديشامب إلى استبداله باللاعب توفان في الدقيقة (82).

وقال ديشامب بعد الفوز الفرنسي "يعاني مبابي من حساسية في الكاحل وتلقى ضربة قوية. فضّل الخروج من الملعب لأن الألم كان شديداً للغاية".

إصابات مبابي المتكررة

لم تخلُ مسيرة النجم الفرنسي من العقبات، والتي يأتي على رأسها، الإصابات، حيث أثرت كثيرا في بعض فترات تألقه سواء مع باريس سان جيرمان (فريقه السابق) أو منتخب فرنسا.

وبدأت متاعب مبابي مع الإصابات تظهر منذ عام 2019 عندما تعرّض لإصابة في عضلة الفخذ، أجبرته على الغياب لأسابيع عن الملاعب.

ومنذ ذلك الوقت، باتت الإصابات العضلية تلاحقه بين الحين والآخر، خصوصا مع ضغط المباريات وكثرة المشاركات على المستويين المحلي والدولي.

وأكثر ما يقلق جماهيره هو أن إصاباته غالبا تأتي في لحظات حاسمة من الموسم، مثل الأدوار النهائية لدوري أبطال أوروبا أو البطولات الكبرى مع منتخب بلاده.

ففي يورو 2020، ظهر مبابي متعبا بدنيّا بعد موسم شاق، وتراجع الأداء بشكل لافت، بينما في كأس العالم الأخيرة، والتي أقيمت في قطر عام 2022، ورغم تألقه الكبير، كان يعاني من إجهاد عضلي واضح في الأدوار الأخيرة.

وتكررت المشكلات العضلية معه في موسم 2023-2024، مما أثار قلق إدارة ناديه الجديد ريال مدريد بعد انتقاله.

ويعمل الطاقم الطبي للمنتخب الفرنسي والنادي، على تقنين مشاركات مبابي، لتجنّب الإرهاق، وهو ما تأكد في أكثر من توقف دولي منذ وصوله إلى ريال مدريد، حيث كان ديشامب يستبعده أحيانا بالاتفاق مع اللاعب نفسه وناديه.

ورغم ذلك، يبقى خطر الإصابات، الهاجس الأكبر أمام نجم يسعى لترسيخ مكانته كأسطورة قادمة في كرة القدم العالمية، فاستمرار لياقته هو المفتاح الحقيقي لتحقيق حلمه بالفوز بالكرة الذهبية وقيادة فريقه إلى الألقاب الكبرى.

الطريق إلى العرش التاريخي

بعيدا عن الإصابة التي تعرض لها مبابي، نجح المهاجم الفرنسي في مواصلة سلسلته التهديفية للمباراة العاشرة على التوالي، مع النادي والمنتخب، ليصل إلى 14 هدفا و4 تمريرات حاسمة.

كما وصل المهاجم الفرنسي، إلى الهدف رقم 53 له على المستوى الدولي بقميص الديوك.

ويسعى مبابي بكل قوة، إلى أن يصبح الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا، وهو هدف يبدو قريب المنال بالنظر إلى معدله التهديفي المذهل رغم صغر سنه.

وبات نجم فرنسا الحالي، قريبا من بلوغ رقم أوليفييه جيرو صاحب الرقم القياسي، بعدما قلص الفارق بينهما إلى 4 أهداف، تفصله عن عرش الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي.

الطريق إلى المجد الملكي

منذ انتقال مبابي إلى ريال مدريد في صيف 2024، أصبح الحديث عنه لا يتوقف في أروقة كرة القدم العالمية.

وجاء النجم الفرنسي إلى "الملكي" وسط توقعات هائلة، وبالفعل لم يخيّب الآمال، إذ قدّم أداءً مبهرا منذ ظهوره الأول بقميص الفريق، ليؤكد أنه الصفقة التي انتظرها جمهور البرنابيو لسنوات طويلة.

وأظهر مبابي منذ المباريات الأولى، انسجاما سريعا مع زملائه، خاصة مع فينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام، وشكّل الثلاثي، قوة هجومية ضاربة أعادت إلى الأذهان أمجاد ريال مدريد الهجومية، بفضل سرعته الهائلة وقدرته الفائقة على المراوغة وإنهاء الفرص، مما جعله الهداف الأول للفريق منذ وصوله إلى النادي، وهو ما ترجمه الموسم الماضي بتسجيله 44 هدفا بمختلف البطولات.

واستطاع مبابي، الفوز بالحذاء الذهبي الموسم الماضي، وهي الجائزة التي تمنح لهداف الدوريات الأوروبية بمختلف مستوياتها.

وما يميز تألق مبابي في مدريد، ليس فقط كثرة الأهداف، بل تأثيره الحاسم في المباريات الكبرى، حيث سجل في الكلاسيكو أمام برشلونة، وفي مواجهات قوية بدوري الأبطال أمام أندية مثل مانشستر سيتي.

كما بات مبابي، رمزا جديدا للمشروع الرياضي الخاص بريال مدريد الذي يقوده الرئيس فلورنتينو بيريز لبناء جيل ذهبي جديد يقود به الميرنجي نحو السيطرة على أوروبا من جديد.

ومع هذا المستوى الرائع، يبدو أن كيليان يسير بخطى ثابتة نحو كتابة فصل جديد من المجد في تاريخ ريال مدريد، ليصبح أحد أعظم النجوم الذين مرّوا على الملكي، وربما المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية قريبا.