رجال الدفاع الغائبون

في المقالات السابقة عالج الاخوة والاخوات المشاريع العلنية والسرية لتقسيم العراق . وخلاصة القول ان تقسيم العراق مطلب تقف وراءه دول عديدة . ولكل دولة هدفها ودوافها السياسية والعقيدية . فاسرائيل بثقافتها التلمودية الاسطورية ترتجف من قصص الملاحم والفتن التي تقول بأن قوما يأتون من الشرق ليقضوا على الكيان الصهيوني على رأس السنة السبعين من دولتهم وتعتبر ان اؤلئك الاعداء هم الشيعة ، لذلك فتقسيم العراق عندهم يعني تحجيم الشيعة ، ياسبحان الله لو انهم رأوا عدد الشحاذين الذين تعج بهم مدننا ، وعدد الاحياء العشوائية ، وعدد العاطلين والفقراء ، وكبار اللصوص الذين يودعون اموالهم في البنوك اليهودية لغيروا فكرتهم ولتركوا هذه النبوءة التلمودية المدمرة للطرفين . والامريكيون يعتقدون ان العراق يجب ان يقسم لاضعاف الشيعة الذين هم عمق استراتيجي لايران وسند لها ، وايران دولة منافسة لهيمنة الغرب فيجب اضعافها واضعاف من والاها وساندها . والخليجيون يرون ان الشيعة كفار يصلون على التربة ويجهرون بالصلاة ويزورون قبور الائمة ويطبرون ويلطمون ويشتمون الصحابة ، لذا يجب اخراج الكرد المتقين والسنة المقربين المساكين من سلطة الشيعة المرتدين ، وحصرهم في اقليم يقع مابين ام قصر ومندلي شمالا والمشخاب غربا . اما مؤيدو التقسيم العراقيون فيعملون بأجور وهناك تسعيرة ومواصفات للعمل التقسيمي لذا اتخذه البعض مهنة . دول واشخاص واحزاب يريدون تقسيم العراق ، ودول واحزاب واشخاص صامتون سواء تم التقسيم ام لم يتم فحصتهم محجوزة . وبعضهم يتجاهل الموضوع فيتكلم عن عذاب القبر وصلاة المسافر والفرق بين الربح والربا ومتى يصبح الخل خمرا ، ولا يتكلم عن حرمة تقسيم العراق حرمة مؤكدة لان فيها اشعالا لفتنة لا تنقضي . وازهاقا للارواح المحترمة واخراجا من الديار والوقوع في الاسر وفقدان الاموال وهتك الاعراض ، واذلال المؤمنين وفقدان الكرامة وتمكين للكفار . الجميع يهاجمون العراق الموحد ويريدون تقسيمه ، كان هناك اثنان متوقع منهما ان يدافعا عن العراق الحر المستقل الموحد في مواجهة مؤامرة التقسيم هما عالم الدين الحر . والمثقف الحر . وكلاهما غائب عن ساحة النقاش غيبة كبرى لاسباب لا نعرفها فمتى يظهرون ؟

علق هنا