بغداد- العراق اليوم: قال أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي إن قرار تحالف "أوبك+" الأخير بشأن تسريع رفع الإنتاج وإنهاء التخفيضات الطوعية يمثل محاولة استباقية لاستعادة الحصة السوقية للمنظمة، بعد سنوات من سياسة خفض الإنتاج التي فرضتها الظروف العالمية.
وأوضح السعدي في حديث صحفي ، أن القرار جاء نتيجة ضغوط خارجية من الدول المستهلكة التي تعاني من تضخم اقتصادي، وضغوط داخلية من دول أعضاء تتطلع لزيادة عائداتها المالية. وأضاف أن هذا التحول في السياسة الإنتاجية يعكس الحاجة لمواجهة المنافسة المتصاعدة من منتجين كبار مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل.
وصف السعدي القرار بأنه خطوة استباقية لإعادة التوازن في السوق قبل أن تفرض الظروف الخارجية واقعاً جديداً، مشيراً إلى أن العراق سيكون أحد المستفيدين المباشرين من هذه الخطوة، حيث يُتوقع أن تتجاوز حصته الإنتاجية أربعة ملايين برميل يومياً خلال النصف الثاني من عام 2025، مما يعزز قدرة الحكومة على تحسين المالية العامة وسط تحديات الموازنة الحالية.
في الوقت نفسه، حذر السعدي من أن الاستفادة من هذه الفرصة مشروطة ببقاء الأسعار عند مستويات مجدية اقتصادياً، محذراً من مخاطر حدوث فائض معروض قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار، خاصة إذا لم يُقابل بزيادة مماثلة في الطلب من الصين والهند والأسواق الأوروبية.
كما أشار إلى أن القرار قد يسبب تخمة في المعروض، وهو ما حذرت منه أوبك سابقاً، لكنها اختارت المجازفة في سبيل الحفاظ على مكانتها في السوق، مؤكداً أن السوق النفطية لم تعد تُدار بمنطق التوازن وحده بل بمنطق المنافسة.
وحذّر السعدي من تحديات مستقبلية قد تواجه "أوبك+"، مع استمرار العالم في التحول نحو الطاقة النظيفة، وتوقع انخفاض الطلب البنيوي على النفط بعد عام 2030، مؤكداً على ضرورة التزام الدول الأعضاء بخطط الإنتاج وتعزيز آليات الرقابة والتفاهمات السياسية لضمان استقرار الأسواق وتماسك التحالف.
*
اضافة التعليق