بغداد- العراق اليوم:
العقم عند الرجال مشكلة شائعة أكثر مما يميل البعض إلى الاعتراف، خصوصاً وأن المشكلة غالباً ما يتم ربطها بالنساء. في الواقع 40 إلى 50٪ من الرجال حول العالم يعانون من العقم، لذلك من الهام بمكان الخضوع لفحص الخصوبة قبل الإقدام على الزواج؛ لمعرفة إن كان الرجل يمكنه الإنجاب. اكتشاف الخلل هذا مبكراً أمر هام جداً؛ لأنه قد يمكن الرجل من معالجة المشكلة. العقم هو عدم القدرة على إحداث الحمل رغم مرور سنة على الأقل من المحاولات من دون استعمال وسائل منع الحمل. لكن كما سبق وذكرنا يمكن الخضوع للفحص قبل الزواج، وذلك للتأكد وتجنيب النفس الضغوطات الهائلة الناجمة عن عدم القدرة على الإنجاب خلال فترة المحاولة. لا يوجد الكثير من الطرق لمعرفة معدل الخصوبة، هناك في الواقع الفحص المخبري الذي يطلبه الطبيب، وهو دقيق جداً، وهناك الفحوص المنزلية التي قد تكون أقل دقة.
الفحص المنزلي
هناك أجهزة متنوعة لقياس معدل الخصوبة في المنزل، لكن الزيارة إلى الطبيب في حال كانت النتائج غير مرضية وضرورة ملحة، وحتى في حال كانت النتائج سليمة، وكان الرجل يعاني من تحقيق الحمل، فعليه زيارة الطبيب أيضاً، باختصار الفحص المنزلي قد يكون وسيلة أقل إحراجاً للرجل لكن اللجوء الى المختصين أمر لا مفر منه. بعض الأجهزة تشبه أجهزة فحص الحمل الخاصة بالنساء، هذه الأجهزة تقيس عدد الحيوانات المنوية، وتظهر النتائج خلال دقائق معدودة. لكن كما سبق وذكرنا فإن عدد الحيوانات المنوية قد لا يكون المشكلة أحيانا ما يعني أن هذه النوعية من الأجهزة غير دقيقة. هناك الأجهزة من نوع آخر تعمل على فحص بروتين يوجد عادة في رأس المنوي الناضج. وهذا البروتين هو المؤشر على معدل الخصوبة. بعض الأجهزة تقوم على فحص كثافة الحيوان المنوي من خلال رقاقة إلكترونية تقوم بتحليل العينة.
تقييم الخصوبة الأولي التقييم هذا يجريه طبيب مختص، وخلال المرحلة الأولى سيطلب الطبيب معلومات عن المريض وعدد من الفحوصات. الأسئلة ستتنوع حول حالة المريض الصحية بشكل عام والجنسية بشكل خاص، نمط حياته وعاداته الغذائية، كما سيقوم بإخضاع المريض لفحص جسدي كامل. لكن الفحص الحاسم يكون تحليل السائل المنوي.
فحص الخصوبة هناك مقاربات مختلفة تعتمد لتحليل العينات، لكن الفحوصات المعتمدة بشكل شائع هي:
تحليل السائل المنوي والحيوانات المنوية يتم فحص عدد الحيوانات المنوية، وشكل حركتها وتنوعها. بطبيعة الحال كلما كان عدد الحيوانات المنوية أكبر كانت نسبة الخصوبة عالية لكن هناك بعض الاستثناءات. بعض الرجال بعدد قليل نسبياً من الحيوانات المنوية لا يعانون من العقم، 15٪ من الرجال الذين يعانون من العقم يملكون معدلاً طبيعاً من الحيوانات المنوية.
في حال كانت النتيجة الأولى طبيعية قد يطلب الطبيب فحصاً ثانياً لتأكيد النتائج. لكن في حال كانت النتائج غير طبيعية سيصار إلى طلب مجموعة أخرى من الفحوصات لمعرفة المشكلة. وللغرابة فإن عدم وجود أي حيوان منوي في السائل المنوي نتيجة إيجابية؛ لأن الحل بسيط ويمكن حله بسهولة. المشكلة هذه ترتبط بانسداد في الجهاز التناسلي، ويمكن علاجها من خلال عملية جراحية بسيطة.
الفحص الجسدي والهرمونات
الفحص الجسدي يمنح الطبيب فكرة واضحة عن دوالي الحبل المنوي وعن مستويات الهرمونات في الجسم. ويقوم خلال هذا الفحص بقياس حجم الخصيتين أيضاً.
الأجسام المضادة للحيوانات المنوية بعض الرجال يعانون من حالة طبية تجعلهم ينتجون أجساماً مضادة للحيوانات المنوية. هذه الأجسام المضادة تقتل الحيوانات المنوية قبل وصولها إلى البيضة لتلقيحها. في المقابل قد لا تكون الحيوانات المنوية هي المشكلة عند بعض الرجال، وإنما إيصالها الى حيث يجب أن تصل. هذه الفئة عادة تعاني إما من القذف الرجعي أو الانسداد، أو من حالة جينية تؤدي إلى عدم نقل الحيوانات المنوية.
ما يجب معرفته
-الفحص يتم من خلال تقديم عينة من السائل المنوي يجب تسليمها للمختبر خلال ساعة على أبعد تقدير. -قد يطلب من المريض الامتناع عن ممارسة الجنس قبل الفحص لمدة تتراوح بين اليومين إلى 5 أيام وذلك لضمان استخلاص أكبر نتيجة ممكنة من العينة. -لا يجب الامتناع عن الجنس قبل الفحص لأكثر من المدة المذكورة أعلاه؛ لأن الامتناع عن القذف لمدة طويلة يؤثر على نشاط الخلايا المنوية. -قد يطلب تكرار الفحص مرتين أو 3 مرات خلال 3 أشهر. -يتم خلال التحليل فحص حجم العينة إذ إن العقم قد يكون نتيجة صغر حجم الحيوانات المنوية، وعدد الخلايا المنوية، التي يجب أن تكون أكثر من 40 مليون خلية في العينة الواحدة. العدد المنوي المنخفض لا يعني بالضرورة عدم القدرة على الإنجاب.