بغداد- العراق اليوم:
حذّرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، من كارثة مناخية غير مسبوقة ستضرب ولايات الوسط الأميركي خلال الشهر الجاري، وسط استعدادات عالية لمواجهة ما يعرف بـ "فيضان ألف عام".
ووفقاً لتقارير صادرة عن “الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية”، فإن هذا الحدث الاستثنائي قد يؤدي إلى فيضانات تاريخية، لم تشهدها الولايات المتحدة منذ قرون.
وتشير النماذج المناخية إلى أن بعض مناطق ولايتي أركنساس وكنتاكي، بالإضافة إلى ولايات مجاورة، ستتحول إلى مناطق كوارث طبيعية، مع احتمال هطول أمطار خلال خمسة أيام تعادل ما يهطل عادةً خلال أربعة أشهر.
ويرى خبراء الأرصاد أن هذا التهديد الخطير ناجم عن تفاعل عوامل جوية عدة في آنٍ واحد، من أبرزها تشكل "نهر جوي" يحمل كميات هائلة من الرطوبة من المناطق الاستوائية باتجاه وسط الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ما يُوصف بـ "الازدحام المروري الجوي" في طبقات الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تكرار العواصف فوق المناطق نفسها دون توزيع متوازن للأمطار.
ويحذر خبراء من احتمال انهيار سريع للبنية التحتية نتيجة فيضانات مفاجئة وعنيفة، خاصة في ظل تشبع التربة بالأمطار خلال الأشهر الماضية، مما يعزز خطر التدفق السطحي الكبير لمياه الأمطار، ويجعل الوضع أكثر هشاشة.
كما يُتوقع ارتفاع كبير في منسوب الأنهار، ما يزيد من احتمال حدوث فيضانات نهرية تهدد الأرواح والممتلكات.
وقال جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد الجوية في شركة AccuWeather، إن "ما نشهده هو وصفة لحدوث فيضانات مدمرة، خاصة مع اندفاع الرطوبة من منطقة الكاريبي وساحل الخليج الأميركي نحو الداخل، بفعل نظام ضغط جوي مرتفع واسع النطاق، ما ينذر بكارثة جوية خانقة يصعب احتواؤها".
ودعت السلطات المحلية والسكان إلى الاستعداد المسبق والانتقال إلى مناطق مرتفعة، مشددة على أن الوقت عامل حاسم في مواجهة ما قد يكون إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في العقود الأخيرة.
"فيضان الألف عام" هو مصطلح يستخدمه العلماء لوصف حدث مناخي نادر جداً يحدث بمعدل مرة واحدة كل ألف عام، من حيث شدته وغزارته، إلا أن تكرار الظواهر المشابهة في السنوات الأخيرة دفع الخبراء إلى التحذير من أن التغير المناخي يجعل هذه الأحداث أكثر تواتراً وأقرب للواقع من أي وقت مضى.
*
اضافة التعليق