سوريا تقرع اجراس الخطر في بغداد

بغداد- العراق اليوم:

شهدت الساحة السياسية العراقية سلسلة من الزيارات الدبلوماسية المكوكية من شخصيات عراقية وأجنبية، في ظل أجواء مشحونة بالتوترات الإقليمية المتزايدة بعد انهيار النظام السوري وهروب الرئيس السابق بشار الأسد.

زيارات دبلوماسية مفاجئة

أحدث هذه الزيارات كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى بغداد، والتي جاءت دون سابق إعلان أو إدراج على جدول الأعمال الرسمي، ما أثار تساؤلات حول طبيعة الرسائل التي حملها في هذا التوقيت الحرج.

وقبل ذلك، قام ممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، بزيارة إلى مدينة النجف، حيث التقى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في لقاء هو الثاني من نوعه خلال شهر تقريبًا. وأكدت مصادر مطلعة أن اللقاء حمل رسائل مهمة في سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة.

مخاوف عراقية مشروعة

تتمثل المخاوف العراقية في إمكانية امتداد الاضطرابات السورية إلى الداخل العراقي، خاصة في ظل الوضع الأمني الهش الذي تعيشه البلاد. كما تتزايد الهواجس الأمنية بشأن نشاط متجدد لتنظيم "داعش" في سوريا، ما قد يؤثر بشكل خطير على استقرار العراق وأمنه القومي.

توتر القوى السنية وعودة داعش

من جهة أخرى، لا تخفي بعض القوى السنية العراقية انزعاجها من استمرار تهميشها عن المشهد السياسي لأكثر من عقدين. وتخشى بغداد من أن يؤدي هذا التململ السياسي إلى تفاقم الأزمات الداخلية، خاصة إذا تزامن مع تصاعد التهديدات الإرهابية من الجماعات المتطرفة العابرة للحدود.

صراع النفوذ الإقليمي والدولي

على صعيد أوسع، تتحدث تقارير عن رغبة أمريكية-إسرائيلية-خليجية مشتركة لتقويض النفوذ الإيراني في العراق، بعد أن تراجعت إيران في لبنان وفلسطين وسوريا، حيث كانت تلك الساحات تمثل معاقلها الاستراتيجية الأهم.

انتظار المجهول

تبدو بغداد وكأنها في حالة ترقب مستمرة، تأمل في انجلاء هذه الغيمة بأقل خسائر ممكنة. وفي ظل تعقيد المشهد السياسي والأمني، لا يبدو أن العراق سيخرج قريبًا من دائرة التأثر المباشر بتطورات الأزمة السورية، التي تتشابك خيوطها مع مصالح وأجندات دولية وإقليمية متعارضة.

علق هنا