قاسم الأعرجي: العراق تجاوز تحديات الماضي ويبني مستقبلاً أفضل

بغداد- العراق اليوم:

أكد مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، خلال مشاركته في فعاليات منتدى الأمن والسلام في الشرق الأوسط المنعقد في دهوك، أن العراق تمكن من تجاوز تحديات كبرى كانت تهدد وحدته واستقراره، مشيرًا إلى أن الظروف التي مر بها البلاد، خاصة بعد سقوط عدد من المحافظات في يد تنظيم داعش، كانت نتيجة أخطاء متراكمة وغياب العدالة الاجتماعية والتقاطعات السياسية التي أثرت على بناء الدولة بعد عام 2003.

وأوضح الأعرجي أن فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية أعادت الثقة للشعب العراقي وجمعت مختلف مكوناته للدفاع عن البلاد، مشيدًا بتعاون أهالي المناطق التي سيطر عليها داعش مع القوات الأمنية، مما ساهم في تسريع عمليات التحرير.

وأشار إلى أن ما حدث في عام 2014 كان انعكاسًا لغياب مشروع وطني جامع وسياسة تفتقر للتعامل بالمواطنة، مما أوجد أزمات عميقة، إلا أن الوضع تغير بشكل كبير بعد تحرير المدن في عام 2017 وتلاشي خطاب التطرف والطائفية. وأضاف أن العراق نفذ أكبر عملية إعادة اندماج من مخيم الهول إلى الداخل العراقي بنجاح، حيث تمت إعادة آلاف العائلات إلى مناطق سكناها دون حدوث أي مشاكل أمنية أو اجتماعية.

كما شدد الأعرجي على ضرورة تحويل العلاقة مع التحالف الدولي إلى شراكات ثنائية تركز على التعاون في المجالين الاستخباري والمعلوماتي، مشيرًا إلى نجاح الحكومة العراقية في إعادة النساء والأطفال الأجانب من السجون إلى دولهم الأصلية، بهدف تخفيف التوترات الدولية وتعزيز الأمن الداخلي.

وفيما يتعلق بالسياسة الإقليمية، أكد الأعرجي أن العراق يجب أن يبقى بعيدًا عن الصراعات الإقليمية، مشيرًا إلى أن زيارته الأخيرة إلى إيران تضمنت التأكيد على ضرورة عدم الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة. كما دعا إلى مراجعة العملية السياسية في العراق لتصحيح المسار والاستفادة من أخطاء الماضي، مشددًا على أهمية إشراك الجميع في الحكومة وتعزيز مفهوم الدولة وسيادتها على جميع القرارات.

وعلى الصعيد الإنساني، طالب الأعرجي بوقف الحرب في غزة ولبنان بشكل فوري، مؤكدًا موقف العراق الرافض لاستخدام أراضيه كمنطلق لاستهداف الآخرين. وأشاد بتضحيات قوات البيشمركة ودورها الوطني خلال عمليات تحرير المدن، مؤكدًا أنها جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية العراقية.

اختتم الأعرجي حديثه بالتأكيد على أن العراق اليوم أفضل من أي وقت مضى، داعيًا إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتجنب الخطاب الطائفي لتحقيق الاستقرار والنهوض بالبلاد نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

علق هنا