بغداد- العراق اليوم:
نجحت شركة توزيع المنتجات النفطية بالتعاون مع وزارة الداخلية في تنفيذ حملة واسعة لتخفيف التلوث البيئي في العاصمة بغداد، التي تعد من بين أكثر المدن تلوثاً في العالم. هذا التلوث طالما وضع المدينة في مقارنة مع نيودلهي الهندية، المعروفة أيضاً بمستوياتها العالية من التلوث، رغم الفارق الكبير في عدد السكان بين المدينتين، حيث يقطن نيودلهي أكثر من 150 مليون نسمة.
القضية البيئية في بغداد كانت تشكل كابوساً للسكان، خاصة في ظل انتشار معامل الطابوق غير المجازة، التي كانت تعتمد على النفط الأسود في تشغيلها. هذه المعامل، التي عملت خارج الإطار القانوني، كانت تمثل أحد أخطر مصادر التلوث، حيث أدت إلى انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة في عدد من أحياء العاصمة.
في هذا السياق، لعب كل من وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، ومدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية، حسين طالب عبود، دوراً محورياً في التصدي لهذه الأزمة.
فقد اتخذت وزارة الداخلية إجراءات صارمة لإغلاق أكثر من ستين معملاً غير مجاز في العاصمة.
وتمكنت الوزارة من مداهمة هذه المعامل خلال الليل، وهو الوقت الذي كانت تستغل فيه بعض هذه المنشآت الظلام للقيام بأنشطة تلويث واسعة النطاق. تلك الجهود كانت حاسمة في تقليص الأنشطة غير القانونية والحد من الأضرار البيئية التي تسببت بها.
من جهتها، قامت شركة توزيع المنتجات النفطية بإيقاف تزويد هذه المعامل بالنفط الأسود، وهو الوقود الذي كان يستخدم في تشغيل الأفران والمكائن التي تسببت في تصاعد الأدخنة الضارة. كما فرضت الشركة شروطاً جديدة على جميع المعامل المجازة، تشترط فيها استخدام الغاز الطبيعي كبديل أنظف وأكثر أماناً للبيئة.
هذا القرار كان خطوة هامة نحو تحسين جودة الهواء في بغداد وتقليل الانبعاثات الضارة التي كانت تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة للسكان.
النتائج الإيجابية لهذه الجهود المشتركة بدأت تظهر بشكل ملموس خلال الأشهر القليلة الماضية. حيث أشارت الإحصائيات إلى انخفاض مستويات التلوث في بغداد من 300% إلى 80%، وهي نسبة تقارب المعدلات الطبيعية وتبعث الأمل في تحسين البيئة الحضرية في المدينة.
يأتي هذا التعاون بين وزارة الداخلية وشركة توزيع المنتجات النفطية كمثال ناجح للعمل الحكومي المشترك من أجل تحقيق التنمية المستدامة. يعكس هذا الإنجاز التزام العراق بتحسين نوعية الحياة لمواطنيه والتصدي للتحديات البيئية التي طالما عانى منها.
*
اضافة التعليق