أبو علي البصري يفجر مفاجأة كبرى: نلاحق الضباط الصداميين القتلة وبعضهم أبَاد عشرات الشيوعيين العراقيين

بغداد- العراق اليوم:

كشف رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، عبد الكريم عبد فاضل "أبو علي البصري"، عن واحدة من أخطر الحملات التي تشنها الأجهزة الأمنية العراقية في السنوات الأخيرة، والتي تستهدف ملاحقة ومحاكمة الضباط الصداميين المتورطين في الجرائم التي ارتكبوها ضد المعارضين السياسيين والدينيين خلال فترة حكم النظام الدكتاتوري البعثي.

وفي حديث صحفي، قال البصري إن "ملفات الضباط والمحققين الذين مارسوا أبشع أنواع القتل والتعذيب باتت مفتوحة منذ مدة ليست بالقصيرة، حيث يتم حالياً ملاحقة هؤلاء المسؤولين عن إشاعة الرعب بين المواطنين بسبب معتقداتهم السياسية والدينية".

 وكشف عن اعتقال عدد من المسؤولين الذين تولوا مناصب عليا في الأجهزة القمعية بين عامي 1968 و2003.

ملاحقة مستمرة لأخطر المطلوبين

أشار البصري إلى وجود قوائم تضم أهم المطلوبين الذين تم نشر أسمائهم في شباط 2018، وأخرى تضم مسؤولين برتب وعناوين مختلفة يتم ملاحقتهم حالياً. وقال إن هؤلاء الضباط متهمون بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، استهدفت الشيعة، الأكراد، والأقليات الأخرى في شمال البلاد. وتطرقت اتهاماتهم أيضاً إلى المشاركة في الإعدامات الجماعية والتهجير القسري في السبعينيات والثمانينيات، إضافة إلى تعذيب رجال الدين الشيعة وعوائلهم.

وشدد البصري على أن العمليات الأمنية ستستمر داخل العراق وخارجه لملاحقة هؤلاء المجرمين حتى يتم اعتقال آخر المتهمين المدرجين في قائمة الاتهام، مؤكداً أن المجتمع الدولي يصنّفهم ضمن أخطر المطلوبين للعدالة في العالم.

اعترافات حول إبادة الشيوعيين

وفي تطور لافت، كشف البصري عن اعترافات أدلى بها أحد المعتقلين، خير الله حمادي عبد، وهو مسؤول سابق في الأجهزة القمعية، والذي اعترف بتصفية مجموعة من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي المعتقلين ودفنهم في مقابر جماعية. وأوضح أن المتهم شغل مناصب قيادية في الأجهزة الأمنية البعثية منذ عام 1971، وكان مبتكراً لأساليب تعذيب مقتبسة من تجارب دولية أخرى.

وأضاف أن التحقيقات ما زالت جارية مع متهمين آخرين حول إعدام ودفن آلاف المواطنين خلال العقود التي سبقت سقوط النظام، وهي جرائم ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية.

الارتباط بتنظيمات إرهابية بعد سقوط النظام

أشار البصري إلى أنه بعد سقوط النظام البعثي في 2003، انضم أغلب كبار ضباط الأجهزة القمعية البعثية إلى تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش. وقدم هؤلاء الضباط، الذين شغلوا مناصب قيادية، خبراتهم الكبيرة في مجالات القتال، التعذيب، التفجيرات، واستخدام الأسلحة الكيميائية. وأوضح البصري أن بعض هؤلاء الضباط دربوا إرهابيين من جنسيات مختلفة ونظموا هجمات إرهابية في جميع أنحاء البلاد.

دور حاسم في تأسيس "داعش"

وتناول البصري بالتفصيل الدور الذي لعبه ضباط المخابرات العراقية السابقون في تأسيس تنظيم "داعش". 

ومن بين هؤلاء الإرهابي سمير عبد محمد الخليفاوي، المعروف بـ "حجي بكر"، الذي شارك في تنصيب أبو بكر البغدادي كزعيم للتنظيم الإرهابي. وأكد أن الضباط السابقين قدموا للتنظيم خبراتهم العسكرية والأمنية في التخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية.

كما أشار إلى أن الإرهابيين وليد جاسم المعروف بـ "أبو أحمد العلواني"، وفاضل أحمد الحيالي المعروف بـ "أبو مسلم التركماني" كانا من أبرز قيادات "داعش"، قبل أن يلقى الأخير مصرعه في ضربة جوية عام 2016.

استمرار الجهود الأمنية

في ختام حديثه، أكد البصري أن الجهود الأمنية العراقية مستمرة في ملاحقة وتفكيك الشبكات الإرهابية المدعومة من فلول النظام البعثي السابق، وأن هذه العمليات تعتمد على تعاون دولي واسع، من أجل محاسبة جميع المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت خلال العقود الماضية.

علق هنا