متابعة - العراق اليوم:
في الوقت الذي ينتشر فيه السعوديون، حاملين معهم الفكر الوهابي التكفيري بين بقاع العالم، فيزرعون الموت والقتل، ويشعلون الحرائق في كل مكان، يكون العراقيون في الجهة المقابلة، حيث تفرض حتميات التاريخ أن يكون للخير مكان، ويكون للحقيقة صوت عال.. إذاً هكذا شاءت الأقدار، وأراد الخالق العظيم في أن يتصدى العراقيون لحرائق الإرهاب والإرهابيين، وأن يضحوا بأرواحهم في مواجهة الموت والقتل، ليس في العراق فحسب، بل في كل أرض الله.
نعم فالعراقيون الذين زرعوا الشمس في كل سماء منذ بدء الخليقة، وجملوا الكون بأنوار العلم والعدل والحضارة والآداب منذ الأزل، يتقدمون اليوم لإكمال رسالتهم الإنسانية والاخلاقية والجمالية، فيتصدون بصدورهم الشريفة لرماح الكراهية ويردونها عن البشرية، وليس غريباً أن يمنح اليوم رئيس فرنسا وسام الشرف لقائد عسكري عراقي، وذلك لدوره في مكافحة ارهاب داعش، وليس غريباً أن يهتف الأمريكيون في كل ولايات امريكا، وليس في نيويورك فقط، لشاب عراقي، أطفأ بروحه قبل يديه حرائق (السعوديين) التي أشعلوها في الحادي عشر من سبتمبر، وليس غريباً أن يصدر الأمين العام للأمم المتحدة بياناً أممياً شجاعاً يعترف فيه بأن العراقيين، وليس غيرهم من حمى العالم من شرور داعش (أي كلاب السعودية الوهابية).
نعم، نحن نزرع الورد، والسعوديون يزرعون الموت، وشتان بين زراعتنا، وزراعتهم !!
من هو ذلك العراقي الذي هتف له الأمريكيون في نيويورك؟
إنه المواطن (كولي) الذي هاجر مع اسرته الى امريكا، لكن جذوة الحضارة، والحق، والمحبة والجمال ظلت متقدة في روحه وعقله وكيانه. وحين رأى ما رأى في لحظات الموت والتفجير لبرجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وهو العراقي الذي تسري الغيرة في دمائه، رمى بنفسه وسط النار، لينقذ النساء والاطفال والشيوخ، وكأنه شخص يبحث عن الشهادة، لا سيما وهو يعمل موظفاً في دائرة إطفاء نيويورك.. فلم يتوقف لحظة، ولم يتراجع قط عن أداء دوره، بل أكثر من دوره، حتى صار حديث الناس.. لقد كان ( كولي) علامة بارزة في ساعة الزلزال التفجيري الذي ضرب نيويورك يوم الحادي عشر من سبتمبر، حتى أن الناس راحوا بعد أن انتهت الأعمال الإنقاذية يسألون عن الفتى الذي أنقذ عشرات الناس، وكأنه بطل فيلم مصور في لحظات خارجة عن التاريخ، أو هي لقطات مصورة عن بطولات مستحيلة، قام بها فرد اسطوري.. فجاء الجواب: إنه بطل من اصول عراقية اسمه ( كولي) .. وهذه صورته بين رفاقه في دائرة الاطفاء .