بغداد- العراق اليوم:
كانت ثورة 14 تموز 1958 في العراق انقلاباً بالفعل، لكنه لم يكن انقلاباً عسكرياً عابراً، بل كان انقلاباً شاملاً في مجمل الحياة العراقية. شمل هذا الانقلاب مفاهيم الدولة والمجتمع، ووعي الناس وفهمهم لطبيعة وجودهم.
فقد أحدثت الثورة تحولاً جذرياً في شكل التحالفات القائمة في المنطقة والشرق الأوسط برمته. وأسست أنماطاً سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية جديدة، وأنهت حالة الخنوع التاريخي الذي عاشه العراق على مدار قرون طويلة.
وعي جديد ومطالبات بالاستقلال
أسست ثورة تموز لوعي مضاد لكل ما من شأنه أن يعيد الأمة العراقية إلى عهود التحجر والتخلف. كما أنها وضعت مفاهيم جديدة للمطالبة بالاستقلال الشامل و الحقيقي للبلاد، وإنهاء حالة الاستتباع للأجنبي ورهن مقدرات البلاد. إنجازات عبد الكريم قاسم
خلال فترة وجيزة، أنجز عبد الكريم قاسم دستوراً وطنياً نص على الأخاء العربي الكردي وأكد صلة العراق بمحيطه العربي والإقليمي والدولي. إذ أوضح هذا الدستور أهمية العراق كدولة محورية في المنطقة.
انقلاب حقيقي نحو البناء والازدهار
إذا كان البعض يقصد بأن ما حدث في صبيحة 14 تموز انقلاباً بهذه المفاهيم الأساسية، فنحن نقول نعم إنه انقلاب حقيقي أسس مرحلة تاريخية ونقل العراق من حالة إلى حالة. فقد نجحت ثورة ١٤ تموز في أن تتحول إلى ثورة بناء وإعمار وازدهار، والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى، مترجمة بتلك المنجزات حلم من ارتقوا أعواد المشانق على أيدي رجالات العهد الملكي البائد.
ثورة 14 تموز 1958 لم تكن مجرد انقلاب عسكري كما يحاول البعض إشاعته وتعميمه أو حتى فرضه على الأجيال الجديدة التي لم تعش أو تتعرف على تلك المنجزات، إنما كانت تحولاً شاملاً في مجمل الحياة العراقية، أسست لمرحلة جديدة من الوعي والاستقلال والبناء.. لقد عاشت مجمل الحكومات التي تلت حكومة الزعيم الخالد، على ما شيدته وحققته حكومة ثورة الرابع عشر من تموز، بل ان بعض الحكومات إدعت لنفسها (فضل) تنفيذ وتحقيق هذه المنجزات، لكن التاريخ لا يهادن ولا يجامل، وصفحاته تشهد وتقر للزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه ومن عمل في فريقه الحكومي فضل تلك المنجزات العظيمة. وللحديث بقية ..
*
اضافة التعليق