بغداد- العراق اليوم: في عالم المأكولات الشهية، هناك القليل من الأطباق التي تحظى بجاذبية عالمية مثل البوظة، فقوامها الكريمي، ونكهاتها الغنية، وحلاوتها اللذيذة، تجعلها متعة مفضّلة لدى الكثيرين، إلا أن المخاوف بشأن محتواها الغذائي، بما في ذلك ارتفاع نسبة السكر والسعرات الحرارية، غالبًا ما تؤدي إلى تساؤلات حول مكانها في النظام الغذائي الصحي، فهل تناول البوظة عادة يومية ستؤدي حتمًا إلى مشاكل صحية، أم أن هناك وجهًا آخر للموضوع؟.
بحسب تقرير نشره موقع "Huffpost"، كشف أخصائيو التغذية الحقيقة وراء هذه الحلوى المجمّدة المحبوبة، إذ حثوا على الحذر من تصنيف الأطعمة على أنها "جيدة" أو "سيئة" بطبيعتها، مع التركيز على الضرر المحتمل الذي يمكن أن تُلحقه مثل هذه التصنيفات بعلاقة الفرد بالطعام.
وأوضحوا أن "القيام بذلك يمكن أن يثير مشاعر الخجل والخوف، مما قد يؤدي إلى علاقة غير صحية مع الطعام"، مشيرين إلى الطبيعة الفردية للاحتياجات الغذائية.
القيم الغذائية المتباينة
ودعا أخصائيو التغذية إلى اتباع نهج دقيق في الاختيارات الغذائية، مع الامتناع عن إصدار أحكام على أطعمة معينة، مؤكدين على أهمية التعرف على القيم الغذائية المتباينة بين أنواع الأطعمة المختلفة. أما البوظة، فقد اعترفوا بوضعها كطعام غني بالسعرات الحرارية والسكر والدهون، لكن الاعتدال ضمن نظام غذائي متوازن هو الحل لتناولها.
وعلى الرغم من المخاوف الغذائية المرتبطة بالبوظة، أكد أخصائيو التغذية أنها تحتوي على كميات ملحوظة من الدهون المشبعة والسكر، إلا أنه لا يزال من الممكن دمجها في النظام الغذائي اليومي دون الإضرار بالصحة العامة. علاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى الفوائد الغذائية التي تقدمها البوظة، بما في ذلك كونها مصدرًا للكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين بـ12.
وخلافًا للاعتقاد الشائع، تقدم البوظة فوائد صحية تتجاوز مذاقها، إذ إن وجود البروتين والدهون فيها يمكن أن يخفف من امتصاص السكر، مما يوفر تأثيرًا أكثر إيجابية على مستويات السكر في الدم مقارنة بالبدائل السكرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدراج الحليب والقشدة في البوظة يوفر العناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامين "أ" وفيتامين "ب"، مما يدعم صحة العين ووظائف التمثيل الغذائي.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنه على الرغم من محتواها من الدهون المشبعة، فإن استهلاك منتجات الألبان كاملة الدسم، بما في ذلك البوظة، لا يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، فإن التركيب الغذائي للبوظة الخالية من الألبان يختلف بشكل كبير اعتمادًا على المكونات الأساسية، والتي قد تشمل حليب اللوز أو الصويا أو جوز الهند.
أما عندما يتعلق الأمر بالتحكم في الكمية، فيؤكد أخصائيو التغذية على أهمية الاعتدال، حيث يوصى بتناول حصة واحدة، عادة نصف كوب، كحد أقصى للاستهلاك اليومي لمعظم الأفراد. ومع ذلك، قد تبرر الظروف الفردية الزيادة على هذا المبدأ التوجيهي، مثل أهداف زيادة الوزن أو متطلبات السعرات الحرارية العالية.
في النهاية، يشير الإجماع بين الخبراء إلى أنه يمكن الاستمتاع بالبوظة كجزء من نظام غذائي متوازن عند تناولها باعتدال. ومن خلال اختيار المنتجات التي تحتوي على مكونات غذائية كاملة وممارسة الاعتدال، يمكن للأفراد الاستمتاع بها دون المساس بأهدافهم الصحية.
*
اضافة التعليق