بغداد- العراق اليوم:
مازن الحيدري
لم يعد السفر بالطائرة ممتعا كما كان في حقبة سكائر الروثمان المرافقة للطيارين ببدلاتهم الأنيقة ذات الاشرطة عند الأكمام وقبعاتهم المزينة بشعارات شركات الطيران العالمية والذين كانوا جميعهم يشبهون رمز الوسامة انذاك الفرنسي ألن ديلون !! صناعة الطائرات الورقية كانت واحدة من المهارات التي يتعلمها الأطفال مبكرا وذلك باستخدام العيدان المستخرجة من سعف النخيل لعمل الطاگ والمدة التي تشكل الهيكل الأساسي للطائرة بكافة انواعها سواء كانت أم الذيل الطويل او البصراوية او البالون ذي اللونين والتي تكون بحجم كبير ومن دون ذيل !! كان دكان حمادة ابو الطيارات عند خاصرة الزقاق الصغير المؤدي إلى السوق محط نظري دائما وذلك بسبب تعدد الوان الطائرات الورقية واختلاف أحجامها مقارنة بما كنت اصنعه بنفسي وانا ابن الخمسة أعوام حيث كان ورق الباترون الأبيض الشفاف الذي تستخدمه اختي الكبرى في فصال الملابس وفقا لمجلة البردة وخرائطها المعقدة هو الورق المتاح لي واذا حجب عني فليس لي غير ورق الجرائد التي كانت تصل البيت يوميا بديلا لصناعة طائرتي الورقية !! وكان منظر الطائرات في دكان حمادة يختفي في فصل الشتاء وتبقى الدراجات الهوائية التي يعمل على أدامتها وصيانتها على مدار السنة والتي يعرضها للايجار او ما يعرف ب ( كري البايسكلات ) !! مازالت الطائرات الورقية تمنحني متعة كبيرة حين تحلق عاليا وكأن الفرحة المصاحبة لهذه الفعالية تتناسب طرديا مع طول الخيط المسيطر عليها !! في حين تراجع كثيرا مستوى المتعة التي كانت تصاحب السفر بالطائرة حتى صارت العلاقة بين الضجر والتعب تتناسب طرديا مع عدد ساعات الطيران !!
*
اضافة التعليق