بغداد- العراق اليوم:
تثير تحركات تنظيم (داعش) في محافظة الأنبار غربي العراق، قلق الحكومة ومخاوفها من تأثير ذلك على المحافظة، وسط عجز عن توفير القطعات الكافية للسيطرة عليها، ما استدعاها للبحث عن خطة لإطلاق عملية لتحرير مناطق المحافظة.
وقال ضابط في قيادة عمليات الأنبار إنّ "بغداد أرسلت وفداً أمنياً إلى الأنبار لبحث موضوع تحركات داعش بالمحافظة، ومدى خطورتها"، مبيناً أنّ "الوفد عقد اجتماعات مع القيادات الأمنية في المحافظة وبحث تفاصيل ذلك معها".
وأضاف الضابط أنّ "الوفد نظر بإمكانية إطلاق عملية عسكرية لتحرير ما تبقى من مناطق غربي المحافظة"، مؤكداً أنّ "القادة الأمنيين للمحافظة ناقشوا مع الوفد خطة مقترحة للسيطرة على كامل أجزاء محافظة الأنبار، بينما وعد الوفد بتقديم الدعم والمساعدة لقطعات المحافظة خلال تنفيذ العملية".
ورجّح "قرب إطلاق عملية تحرير المناطق الغربية للمحافظة"، لافتاً إلى أنّ "العملية ستكون بدعم من قبل طيران التحالف الدولي".
من جهته، أكّد عضو اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، راجع بركات، "الحاجة لتعزيزات عسكرية خلال أي عملية تطلق لتحرير مناطق الأنبار".
وقال بركات، إنّ "الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار هي صحراء شاسعة، وأنّ القطعات المتواجدة في المحافظة غير كافية للسيطرة عليها"، مؤكداً "ضرورة إرسال تعزيزات عسكرية تكون كافية لإطلاق هذه العملية".
وأشار إلى أنّ "قطعات المحافظة تخوض حالياً عملية لقطع إمدادات داعش نحو المحافظة"، مبينا أنّ "العملية مهمّة جدّاً لقطع شرايين داعش في صحراء الأنبار، والتي يستخدمها لإدامة وجود عناصره، وتعزيزها".
بينما أكد القيادي العشائري، الشيخ سفيان الدليمي، أنّ "أي خطوة لإطلاق عملية عسكرية لتحرير صحراء الأنبار لن تكون سهلة، من دون تدعيمها بقطعات عسكرية كبيرة".
وقال الدليمي إنّ "القوات العشائرية متعاونة جدّاً مع القطعات العسكرية، وأنّ التنسيق مستمر بينهما، لكنّ ذلك يؤهلها لحماية المناطق من التعرضات، ولا يعطيها القدرة الكافية لخوض هجمات في عمق الصحراء"، محذّراً "من خطورة ترك القوات لمناطقها والتحرّك داخل الصحراء، من دون وجود قوات كافية لتؤمن المناطق المحرّرة".
ولم تشهد مناطق غرب محافظة الأنبار استقراراً حتى ليوم واحد، منذ أن توقفت عمليات التحرير في المحافظة قبيل انطلاق معركة تحرير الموصل منذ نحو خمسة أشهر تقريباً، وتعاني تلك المناطق من هجمات كرٍّ وفرٍّ مستمرّة لتنظيم "داعش" الذي يتفاقم تهديده لها، في وقت تحوّلت فيه القطعات العراقية والعشائرية إلى قوات دفاعية فقط ولا تستطيع التقدّم.