بغداد- العراق اليوم:
عوامل أساسية عديدة قد تكون سبباً كبيراً في برود المرأة جنسياً، فمن الناحية الطبية، يعدّ تقدم العمر، وبلوغ المرأة سن اليأس، أو تضيّق المهبل ونقص الإفرازات، والاضطراب في هرمون الاستروجين الأنثوي عندها، وحبوب منع الحمل التي تتناولها، وكذلك العمليات الجراحية في الجهاز التناسلي على سبيل المثال استئصال الرحم، كلها عوامل تؤثر على شهوتها الجنسية سلباً.
وأما العوامل النفسية، ما يتعلق منها بالخوف من الاتصال الجنسي بسبب بعض المعتقدات المجتمعية والدينية الخاطئة عن الجنس، والخوف من الحمل، أو مثلاً تعرّض المرأة في مرحلة سابقة لتحرش أو اغتصاب جنسي، أو في حال أنها كانت مطلقة جراء معاناتها من جنس عنيف مع زوجها السابق، بالإضافة إلى الخلافات الدائمة بين الزوجين والافتقاد للرومانسية والمودة بينهما، أو عدم وجود الوقت الكافي لإتمام العملية الجنسية لكونها امرأة عاملة، وتبذل جهداً كبيراً في وظيفتها يجعلها مُنهكة للقيام بواجبها الجنسي تجاه زوجها، هذه عوامل أيضاً تؤثر على برودها الجنسي.
مشكلة البرود الجنسي لدى الزوجة العاملة
وعن البرود الجنسي عند الزوجة العاملة تحديداً، يؤكد استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور عبد الله أبو عدس لـ “فوشيا” أن الزوجة العاملة تتميز بأكثر من ميزة، الأولى تتعلق بتواصل الإرهاق الجسدي وصعوبة التوافق بين متطلبات الوظيفة ومتطلبات الزوج، وهذا بدوره يولد حالة من البرود الجنسي، أما الثانية فمتعلقة بالإرهاق النفسي أي انشغالها بالوظيفة وضغوطات العمل، ما ينجم عنه توترها وقلقها، ثم فشل إقامة علاقة حميمية مع زوجها.
وأما كثرة التخطيط المتواصل لدى المرأة العاملة، وهو الميزة الثالثة، يدور حول قدرتها على حسم أمور منزلها ومتطلبات زوجها وأولادها بالتزامن مع عملها، وكيفية تتبُّعها لجميع تلك الأمور، ما يولّد بُعداً جغرافياً، وفتوراً كبيراً بين الزوجين، مترافقاً مع إرهاقها النفسي والجسدي.
هناك بعض الأنماط الأخرى لدى الزوجات العاملات كالإفراط في استخدام المنبهات، مثل الشاي أو القهوة وغيره، وللمعلومة، تلك المنبهات وبكل تأكيد تؤدي إلى ضعف الشهوة الجنسية، وهذا ما نطلبه منهنّ بأن يقلّلنَ منها قدر الإمكان، حسب أبو عدس.
وأضاف قائلاً: إن نسبة 10% من كل 100 من النساء يعانين من حالة البرود الجنسي، مناط بالسيدة العاملة وغير العاملة، كما يلعب سوء التغذية وما يعقبه من نقص فيتامين (أ) وفيتامين (ب) دوراً جيداً في زيادة البرود الجنسي عند الزوجة العاملة تحديداً لانهماكها في العمل وركضها للّحاق بمتطلبات المنزل، لذلك نوصيها دائماً بمتابعة نظامها الغذائي وعدم إهماله.
موضحاً أن الإعلام دائماً ما يروّج إلى أن الضعف الجنسي يصيب الرجل فقط، وهذا من المعتقدات الخاطئة، بل على العكس فنسبة النساء اللاتي تعانين منه حوالي 42%، لذلك علينا تحديد منشأ هذه المشكلة، إن كانت اضطراباً في الرغبة أو اضطراباً في الاستثارة الجنسية، أو اضطراباً في تحقيق الرضا الجنسي، أو اضطرابا هرمونيا، أو آلاما في الأعضاء التناسلية.
مشيراً إلى أن بعض النساء اللواتي يعانينَ من الاضطرابات السيكولوجية أو البيولوجية أو النفسية التي تؤدي بهن إلى العزوف عن العملية الجنسية، نعالجهن بحسب وضع الحالة، وحسب نوع الاضطراب الذي تعاني منه الزوجة، لإعادة تنشيط رغبتها الجنسية، ونادراً ما نلجأ للعقاقير التي تزيد من شهوتها الجنسية.
نقاط ذات أهمية نصح بها الاستشاري، منها ضرورة فهم الزوج للحالة التي تمر بها الزوجة، ومساعدتها في إدارة المنزل والأولاد، ومشاركتها بشتى الطرق التي تخفف عنها تعبها وآلامها، وإذا زادت مشكلة البرود عندها بزيادة تفوق الحد، عليه أن يعرضها على الطب النفسي.