بغداد- العراق اليوم: يقول علماء إن الذين ينامون مبكرا ويستيقظون مبكرا قد يدينون بهذا السلوك لأسلافهم القدامى.
ووجد العلماء أن الحمض النووي الموروث من أبناء عمومتنا ذوي الحواجب الكثيفة قد يسهم في ميل بعض الناس إلى أن يكونوا من محبي الاستيقاظ باكرا أكثر من غيرهم. وفي حين أن معظم الجينات التي اكتسبها الإنسان الحديث من خلال التهجين القديم قد تم التخلص منها عن طريق التطور، إلا أن جزءا صغيرا منها بقي قائما، على الأرجح لأنها ساعدت البشر المعاصرين الأوائل على التكيف مع البيئة الجديدة عندما غادروا إفريقيا إلى أوراسيا.
وقبل ما بين 60 و70 ألف سنة، كان أسلاف الإنسان الحديث في حالة ترحال، وخرجوا من إفريقيا إلى أوروبا وقابلوا إنسان النياندرتال والدينيسوفان، الذين نتشارك معهم 93% من حمضنا النووي.
ويشير بحث جديد إلى أن المجموعات الثلاث تزاوجت ونقلت جينات ساعدت الأجيال التالية على التكيف مع المناخ الشمالي وأشعة الشمس.
ومن بين هذه المتغيرات الجينية تلك المعروفة بأنها مرتبطة بـ "الاستيقاظ مبكرا"، بما في ذلك تلك التي أظهرت على وجه التحديد أنها تنظم إيقاع الساعة البيولوجية، ودورات الاستيقاظ والنوم لدينا. لذا، إذا كنت تميل إلى الاستيقاظ مبكرا في الصباح، فقد يكون هذا هو السبب.
ولمعرفة تأثير الجينات القديمة في العصر الحديث، قام فريق من العلماء في جامعة فاندربيلت، وجامعة بنسلفانيا، وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بفحص البيانات الجينية من كتالوج يضم مئات الآلاف من الأشخاص في المملكة المتحدة.
وعلى وجه التحديد، أجروا دراسة الترابط الجينومي الكامل (GWAS) للبحث عن السمات المرتبطة بالاستيقاظ المبكر. وتنظر دراسة الترابط الجينومي الكامل إلى المتغيرات الجينية المرتبطة إحصائيا بصفات الأشخاص.
وفي الماضي، كانت دراسة الترابط الجينومي الكامل مسؤولة عن تحديد الجينات التي تزيد من خطر إصابة الأشخاص بأمراض مثل أمراض الكلى أو الأرق.
وقارنوا هذه الارتباطات بالجينومات المستمدة من ثلاثة أشباه البشر القدماء: إنسان نياندرتال يبلغ من العمر 120 ألف عام، ودينيسوفان يبلغ من العمر 72 ألف عام تم العثور عليهما في جبال منغوليا، وإنسان نياندرتال يبلغ من العمر 52 ألف عام من العصر الحديث عثر عليه في كرواتيا.
وتم نسج 16 نوعا مختلفا من الجينات المرتبطة بمستويات أعلى من "الاستيقاظ المبكر" لدى البشر المعاصرين في نسيج الحمض النووي لأشباه البشر القدماء.
ومن بين هذه الجينات "جينات الساعة" التي تساعد على وجه التحديد في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية لدينا.
وقد كان يشتبه منذ فترة طويلة في أن اختلاط الحمض النووي بين أسلاف الإنسان الحديث وأشباه البشر قد نقل ميولا معينة إلى أحفادهم.
ويعتقد العلماء أن هذه التعديلات ربما ساعدتهم على التكيف مع الانتقال إلى خطوط العرض الشمالية.
وبالمقارنة مع إفريقيا، كان لدى أوروبا وآسيا اختلافات موسمية أكبر في الطقس وأشعة الشمس.
وربما تكون الجينات التي تم تحديدها في الدراسة الجديدة قد ساعدهم على البقاء على قيد الحياة في الأيام الأقصر نسبيا.
وتشير الدراسة إلى أن الفترة البيولوجية الأقصر تساعد الأشخاص على التكيف مع الظروف المتغيرة بسرعة أكبر.
نشرت الدراسة في مجلة Genome Biology and Evolution.
*
اضافة التعليق