بغداد- العراق اليوم:
تجربة المحلل النفسيّ والمختص في العلاج الجنسي الفرنسي آلان هنري خولت له اكتشاف 5 وجوه نفسية جنسية بحسب الأعمار، صرح بها لمجلة “الحياة النفسية” الفرنسية، وهي رؤية تعدّ مضمونة ومطمئنة في الوقت نفسه للجنسانية الأنثوية، يقول هنري: “طيلة 20 عاماً استقبلت كثيراً من النساء بل يمكن القول أن أغلبية المرضى لدي كانوا من الجنس الأنثوي بنسبة 90%، أ`صغرهن في الـ14 وأكبرهن في الـ82 من العمر، وبسرعة استنتجت أن هنالك خاصيات تتعلق بالنفسية الجنسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعمر”.
وضع آلان هنري عنواناً كبيراً للهيئة والحالة النفسية الجنسية لكل مرحلة عمرية بالنسبة للمرأة، هذه الرموز والإشارات الجنسية التي اكتشفها وغير المصرح بها من قبل النساء سوى للأطباء هي ما ندعوكِ لاكتشافها:
الرومانسية بين 16 و25 سنة
الجنس في هذه السن يكون متذبذباً، يافعاً، المرأة تكون ما تزال في طور اكتشاف علاقتها بالجنس وليس بتطبيقه، كل لقاء جنسي يكون مليئاً بآمال التجريب الكبيرة وما الذي يمكن أن يقدمه لها الجنس جسمانياً ونفسياً.
يمكن القول حسب هنري أن الرومانسية هي واحدة من أهمّ مميزات الجنس في هذه السن، إنه مكون رئيسي لنفسية المرأة، فالجنس بالنسبة لها في هذه المرحلة العمرية يكون من ناحية نوعا من المتعة ومن ناحية أخرى انتظارا للفارس الوسيم، فكرة الرجل الذي يأتي ليمنح الأمان، العشق والذي يأتي حاملاً هذه الهدية الجنسية المنتظرة.
الإبداع من 25 إلى 38 سنة
تُعد الفترة الطبيعية لاستقرار المشاعر، هنا تكون المرأة قد اعتادت على جسمها وفهمته، أصبحت تعرف جسمها وتعرف ما يجب عليها فعله لتكون في علاقة جيدة معه، وفي هذه السنّ تكون حاجتها لجنس أكثر متعة قد تبلورت وظهرت بشكل مباشر، تنفتح على نفسها وعلى الآخر وعلى مشاعرها أيضاً وتعرف ما تطلبه من العلاقة الجنسية.
أن يمضي 35 عاماً من عمرها فهذا يعني أيضاً بداية القلق من الساعة البيولوجية، وهذا ما يدفع رغبتها في الحصول على جنس تام الشروط إلى أقصاها، تفكّر في الخلق، في الإبداع، وأن تكون مشبعة تماماً، فهي الآن تدرك ما تحتاجه بالضبط.
الإثارة من 38 إلى 47 سنة
الدخول في الأربعين هو بالنسبة لحياة المرأة الجنسية وقت مواجهة الحقيقة، وذلك بعد أن تعرف أين تقف بالضبط من جسمها وما علاقتها به برغباتها الجنسية، قلق الأمومة والانشغال بها سوف يترك في هذه السن مكانه للحرية، الرغبة ستعود لتحتلّ مكانها من جديد، والإثارة تعود لتصبح هدفاً وغاية، يؤكد آلان هنري أن إعادة التركيز في هذه السنّ على قدراتها في الإثارة ورغباتها في ممارسة الجنس هو أمر عادي بل سوف يعاودها بشكل طبيعي جداً.
دور هذه المرحلة العمرية هو إعادة التساؤل حول الهوية الأنثوية، لأن النساء في هذا الوقت فهمن ضرورة إعطاء قيمة لتوازن أجسامهنّ دون التقيد بأنماط معيارية مفروضة من الخارج.
عدة تحقيقات وملفات حول الجنس لدى النساء تركّز وتسطّر بخطّ أحمر مسألة مهمة جداً بل وغريبة، ألا وهي أن نسبة هائلة منهن عرفن لأول مرة بلوغ النشوة أو الأورغازم في هذه السنّ، فقد خوّل لهن العمر سماع صوت رغباتهنّ عند العملية الجنسية وفسحن طريقاً لسلطة مشاعرهن الجنسية بلا خجل، بلا إنكار وبلا تهرّب.
التساؤل من 47 إلى 50 سنة
أربع سنوات مهمة لأنها تفتح التفاوض مع نفسك حول حقيقة دخولكِ سنّ الخمسين، كل الأسئلة التي تُطرح هنا يجب التعامل معها بجدية وإيجاد أجوبة لها، لقد أصبح الوقتُ ضيقاً، لكن هذا العدّ التنازلي هو حجر الأساس الذي لو عرفتِ كيفية استغلال زحمة حاجاتكِ فيه سوف يفيدك في السنوات المقبلة.
في هذه السن سوف ترغبين دائماً في العودة إلى المشاعر الجيدة التي شعرتِ بها سابقاً بسبب أفعال معينة، وهذا يعني إعادة إلقاء نظرة على الطريق الذي اكتشفتيه سابقاً واعتباره نقطة ارتكاز للذهاب لشيء آخر وقبول الحاضر والمستقبل.
بعد ذلك يأتي التساؤل عن معنى الجنس في هذه المرحلة، هنالك نساء بذلن حياتهن وكرسنها في العيش المشترك، وانتظرن متعة وإشباع لم يجدنه طوال الوقت، هنا وفي هذا العمر إما يدخلن في تأكيد هذا الرباط وتوثيقه أو يضعنه موضع تساؤل، ليس للانفصال ولكن لإعطاء معنى له ولإعادة إحيائه وضخّ الدماء فيه.
وأخيراً يأتي التساؤل عن مكان المرأة الخمسينية من الجنس، وتعود للبحث عن أنوثتها.
الإعصار من 50 سنة فما فوق
مع بداية عمر الـ 45 تبدأ أولى علامات توقّف الدورة الشهرية، ومع دخول المرأة الخمسين من العمر يبدأ إعصارها الجسدي والنفسي، حيث تطرأ على الجسم عدة تغيرات، فيتوقف الحيض وتنخفض الرغبة الجنسية، وتزداد نوبات السخونة التي تعتري الجسم، بالإضافة إلى الشعور بالاكتئاب.
نساء كثيرات تتشاركن في هذه العلامات لانتهاء حياتهن الجنسية ولكن أخريات تعلمن أن انقطاع الدورة الشهرية ليس مرادفاً لانتهاء الجنس، يبدأ من هنا الصراع بين الانقلاب الهرموني الذي يوحي بقطع الرغبة الجنسية وبين شعور مناقض تماماً وهو الرغبة في الاستمتاع، الانفتاح والانتشاء.
النساء اللواتي يقررن خوض هذه الحرب يخرجن دائما منتصرات، لأنهن مدفوعات على الدوام بحب الحياة وبمعنويات صلبة وقاهرة وحتى لو خفن من الشيخوخة هنّ يعشن حاضرهن بسعادة وباستمتاع جنسي وبقوة كبيرة لأنهن وفي هذه السن تحديداً غير معنيات بإثبات شيء لا لأنفسهن ولا لشريكهن ولا لأحد، المتعة لأجل المتعة فقط.