بغداد- العراق اليوم: كثرت دراسات التي تناولت علاقة السعادة بالعمر ومعدلاتها المتزايدة في مختلف الفئات العمرية. إنما أتت دراسة واسعة جديدة لتجيب عن التساؤلات حول هذا الموضوع، فكانت الأجوبة التي قدّمتها مفاجئة، كما نُشر في Doctissimo. ما العمر الذي تزيد فيه معدلات السعادة؟ أجابت الدراسة التحليلية الواسعة التي أجراها باحثون من الجامعة الألمانية للرياضة في كولونيا وجامعات المانية وسويسرية أخرى، على هذا السؤال تحديداً. إذ تناولت أكثر من 400 دراسة سابقة حول هذا الموضوع، مع بيانات لأكثر من 460000 شخص. وقد تبيّن أنّه ما من ثبات في الشعور بالسعادة في مختلف الفئات العمرية. إذ تحصل تقلّبات في مستويات السعادة، وهي تتراجع بين سن 9 و 16 سنة، لتعود وترتفع تدريجاً لتبلغ الذروة في عمر 70 سنة، قبل أن تتراجع بعدها حتى عمر 96 سنة. بحسب الباحثين، قد يعود تراجع مستويات السعادة بين عمر 9 و 16 سنة إلى التغييرات الحاصلة في مرحلة المراهقة، كالتغييرات الجسدية والبيولوجية، إضافة إلى التغييرات التي تحصل على مستوى الحياة الإجتماعية. فهذه التغييرات كلّها خاصة بمرحلة المراهقة التي تكثر فيها العوامل المسببة للاضطرابات والارتباك. إنما أظهرت الدراسة وجود ميل إلى الإيجابية في مراحل عديدة في الحياة. من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أنّه في أواخر مرحلة الرشد، يحصل ضمور على مستوى الشعور بالارتياح مع الذات. وقد يعود السبب وراء ذلك إلى أنّه عند المسنين يحصل تراجع على مستوى الإمكانات الجسدية وعلى مستوى الصحة عامةً، إضافة إلى ما يحصل من تراجع في الحياة الإجتماعية، خصوصاً أنّ الرفاق من الجيل ذاته يمكن أن يكونوا قد توفوا. لذلك، يشدّد الباحثون على أهمية العمل على تعزيز الإحساس بالراحة مع الذات والشعور بالسعادة، بكل ما يرتبط فيه طوال الحياة، لحفظه في مختلف المراحل بمستويات معينة.
اضافة التعليق