الرياضة كلّها فوائد ولكن... ماذا في حال وجود مشكلة في القلب؟

بغداد- العراق اليوم:

صحيح انّ للرياضة فوائد لا تُعدّ ولا تُحصى للصحة عامةً ولصحة القلب بشكل خاص، لكن ثمة حالات تبدو فيها الأمور مختلفة، وقد تتعارض فيها ممارسة الرياضة وصحة القلب. بحسب ما يؤكّده الطبيب الإختصاصي في أمراض القلب في مستشفى "اوتيل ديو دو فرانس" الدكتور طوني عبد المسيح، الذي أشار إلى أنّه لا يمكن التعميم في هذا المجال، ولا بدّ من أخذ كل حالة على حدة في التوصيات التي تُعطى في ممارسة الرياضة.

 

متى يمكن أن تؤثر الرياضة سلباً على صحة القلب؟

يمكن أن تشكّل الرياضة أحياناً خطراً على البعض إذا كانت قوية أو تتطلّب مجهوداً زائداً أو مهمّاً بالنسبة إلى حالته الصحية، ما يشكّل عائقاً أمام الرياضة. فإذا كانت الرياضة مفيدة، في مثل هذه الحالات من المفترض اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية وتجنّبها عندما تزيد حدّتها، بما أنّها قد تسبّب عندها مشكلة في القلب. ومن مشاكل القلب التي يمكن أن تشكّل عائقاً، الخلل في كهرباء القلب. مع الإشارة إلى أنّ المشكلة يمكن ان تكون موجودة ولم تظهر بعد قبل ممارسة هذه الرياضة، وعندها تكون الحالة أكثر خطورة. فيمكن ان تكون المشكلة في القلب مميتة عندما تظهر على إثر ممارسة الرياضة، ولا تكون معروفة أصلاً، وفق ما يوضحه الدكتور عبد المسيح.

ما التوصيات التي تُعطى للمريض في ما يتعلق بممارسة الرياضة؟

يرتبط النظام المتعلق بممارسة الرياضة لمن يعاني مشكلة في القلب مفصّلاً بحسب حالته الصحية. لكل مريض نظام معين، تُحدّد أنواع معينة من الرياضة بما يتناسب مع حالة كل مريض، فلا يمكن التعميم أبداً هنا. فثمة رياضات معينة تكون مسموحة وأخرى يفضّل تجنّبها، وذلك بحسب الوضع الصحي للمريض.

يضيف عبد المسيح، بحسب الدراسات تُعتبر رياضة المشي من الرياضات المفيدة في مثل هذه الحالات، وذلك بمعدل 150 إلى 300 دقيقة في الأسبوع. فيكون أثرها إيجابياً عندها على صحة القلب. وينطبق ذلك على المشي السريع أيضاً. علماً أنّ الفحوص تكون مطلوبة دائماً أولاً، وأي برنامج لممارسة الرياضة يكون بإشراف طبيب القلب المُعالج. أما عندما يطلب بعض المرضى ممارسة رياضات تتطلّب مجهوداً إضافياً، فيشير عبد المسيح إلى أنّه يمكن السماح بذلك إذا كانت الحالة الصحية للمريض تسمح بذلك.

هل تُعتبر رياضة الغطس من الرياضات التي يمكن أن تشكّل خطراً أكبر على مرضى القلب؟

ثمة حالات معينة تشكّل فيها رياضات الغطس خطراً أكبر على أشخاص يعانون تشوّهاً خلقياً في القلب، وهو عبارة عن ثقب في القلب، وهم لا يعرفون ذلك. فهذا التشوّه الخلقي يعيق مرور الدم بشكل طبيعي ومع ارتفاع معدلات الضغط تحت الماء عند الغطس، خصوصاً عند النزول إلى أعماق كبرى في البحر، يمكن أن تحصل المشكلة فيتعرّض الشخص المعني إلى ذبحة قلبية وتكون الوفاة مفاجئة ومباشرة.  بالنسبة لهؤلاء الأشخاص كون المشكلة لا تكون مكتشفة بعد، قد لا يفيد إعطاء توصيات، خصوصاً أنّ ذلك يمكن أن يحصل في أي سن كانت، بما أنّ هذا التشوّه هو خلقي. لكن بشكل عام، ينصح عبد المسيح من يرغب بممارسة رياضة الغطس بإجراء الصورة الصوتية للقلب، وإجراء الفحوص اللازمة أولاً في أي عمر كان، على سبيل الوقاية.م

علق هنا