بغداد- العراق اليوم:
شغلت قصة حب الراحلين، الفنانة سعاد حسني، والمطرب عبدالحليم حافظ، و"حقيقة زواجهما العرفي" الأوساط الإعلامية والفنية على مدار السنوات الأخيرة، حتى بعد وفاتهما، عندما سعى كتاب ومفكرون في البحث عن الحقيقة.
"من الذي وضع نهاية قصة حبهما.. العندليب والسندريلا وثالثهما صلاح نصر"، مقال للكاتب أشرف غريب، نشره في مجلة المصور في عدد أمس، عرض خلاله حقيقة علاقة رجل المخابرات صلاح نصر، بإفساد علاقة حليم والسندريلا.
* أزمة عبدالحليم وأم كلثوم واتهامه بالاتجار في العملة:
ذكر "غريب"- خلال مقاله- أن صلاح نصر، سعي في إشعال الأزمة بين حليم وأم كلثوم، كما عمل على اتهامه بقضية الاتجار في العملة، وذلك ربما لأن صوت عبدالحليم كان نافذًا عند رؤسائه، في ذلك الوقت، عبدالحكيم عامر، والرئيس الراحل عبدالناصر.
وأضاف الكاتب، أن "نصر" حاول إشعال أزمة بين عبدالحليم وأم كلثوم في أعياد ثورة يوليو 1964، وتدخل بشكل ما في اختلاقها، أو في طول أمد حل الأزمة، لولا تدخل عبدالحكيم عامر، عندما طلب من حليم الاعتذار لأم كلثوم وإقناعه بأن هذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة.
وعن اتهام العندليب في قضية "الاتجار في العملة"؛ قال "غريب": "إن نصر سعى في تقديم عبدالحليم للمساءلة القانونية بعد اتهامه بالاتجار في العملة- رغم شعبية الفنان الجارفة في هذا الوقت- خاصة بعد تورط المطرب المعروف سواء بقصد أو بغير قصد في القضية بعد أن كان "حليم" يأخذ العملة من المصريين العاملين في الخارج ويسهل دخولها لذويهم في مصر بالعملة المحلية، إلا أن تدخل الرئيس عبدالناصر ساهم في حل الأزمة".
* إفساد علاقة حليم وسعاد حسني..
لفت الكاتب، إلى أن المعركة الأكثر شراسة بين حليم ونصر، كانت على الفنانة سعاد حسني، حينما أقنع نصر، "حليم"، بأن سعاد كانت متورطة بالعمل مع الجهاز في أعمال غير أخلاقية.
وأضاف، أن الشائع حول قصة اختطاف عبدالحليم وسعاد حسني، هو أن رجال "نصر" اختتطفوا حليم، في فبراير 1967، داخل فيلا في الهرم، وأنه فوجئ برجال نصر وهم يدخلون عليه ويلقون بسجادة خرجت منها "سعاد"، ثم بدأ نصر في الحديث بـ"كلام خارج"؛ ليستغيث "حليم" بقوله إنه خائف من أن يهاجمه النزيف، ويأمر نصر بأن يعود النجمين إلى منزليهما.
وتابع: "ربما كان لصلاح نصر هدفين من وراء ذلك كله سواء إذلال عبدالحليم.. أو الاستحواذ على سعاد لنفسه، قبل أن تكون لجهازه.. أو للأمرين؛ وهو ما دفع الكثيرون إلى الاعتقاد بأن ملف علاقة سعاد حسني بجهاز صلاح نصر؛ كان السبب الحقيقي في نهاية قصة حب النجمين الكبيرين، هذه النهاية غير السعيدة".
* حقيقة إفساد "نصر" العلاقة بين حليم وسعاد..
وأشار الكاتب أشرف غريب، إلى أن الدكتور هشام عيسى في كتابه "حليم وأنا"، أكد أن مكالمة صلاح نصر لعبدالحليم لم تؤثر على علاقتهما؛ بل على العكس سارع إلى مكالمة سعاد تليفونيًِا وأخذ ينصحها بأن تتمرد عليهم وأن توقف التعامل معهم وأنه وعدها بدعمها.
وأضاف: "عملية استقطاب سعاد حسني للعمل مع المخابرات؛ حدثت في حدود أكتوبر عام 1963، وهذا يعني أن عملية الاستقطاب حدثت أثناء فترة زواجهما عرفيًا، ومن غير المعقول أن تكون المخابرات ليست على دراية بأنهما متزوجان طوال تلك الفترة".
وتابع: "لا أطمئن إلى تاريخ اختطاف كل من عبدالحليم وسعاد من جانب صلاح نصر في فبراير 1967 لعدة أسباب، أولها: أن صلاح نصر نفسه هو الذي أمر بإنهاء عملية سعاد حسني في 1964، ومنذ ذلك الحين لم يثبت أي احتكاك بينه وبينها".
وأردف: "علاقة سعاد وحليم كانت انتهت بالفعل في عام 1966، وأن عملية الاختطاف المزعومة كانت في فبراير 1967، وبالتالي لم تكن هناك فائدة لعملية الاختطاف".
وانتهى قائلا: "لم يمنع الانفصال العاطفي بين الاثنين- والذي حدث في 1967- من ترشيح حليم لسعاد كي تشاركه بطولى أكثر من عمل سينمائي".