بغداد- العراق اليوم:
هل “كل ممنوع مرغوب”؟.. سؤال لطالما يتراود إلى أذهاننا.. والجواب عليه من الناحية النفسية كقاعدة عامة، فإن اهتمام الأشخاص بالأشياء يزداد عند منعهم أو حرمانهم منها، وهذا ينطبق على الميول الجنسية أو العاطفية تجاه المرأة التي لا يمكن للرجل من إقامة علاقة معها، ومن الناحية البيولوجية، إذا ما أجرينا فحوصات وظيفية للدماغ، نرى أن رد فعله تجاه الأشياء الممنوعة مماثل للأشياء غير الممنوعة، رغبة من النفس البشرية بامتلاك الأشياء غير المتاحة وفرض السيطرة عليها.
وحسب الحالات التي ترد إلى عيادة استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور عبد الله أبو عدس، أوضح لـ “فوشيا” أن العديد من السيدات يشتكينَ من قلة اهتمام أزواجهنّ بهنّ جسدياً أو جنسياً، ومن خروجه إلى دائرة النظر المتاحة له، موعزاً هذا الوضع إلى حالة الرجل المرتبطة بسيكولوجيته الداخلية التي تميل في الأغلب إلى الطفولية، فإذا اعتاد على أمر معين، فإنه يُصاب بحالة من الملل والانزعاج منه، ما يحوّل ناظريْه إلى خارج دائرته الزوجية، المتمثلة باهتمامه بزوجته ورغباتها الجسدية والجنسية.
ولأن كل ممنوع مرغوب، بيّن أبو عدس لـ “فوشيا” أن هذه القاعدة ليست مطلقة بمعنى أن هناك عاملا إضافيا أو شرطا زائدا يجب توافره إلى جانب الشيء غير المتاح كي يصبح مرغوباً، على سبيل المثال، إن عامل انجذاب وشهوة الرجل تجاه إمرأة ثانية في الوقت الذي يُبعد انجذابه نحو زوجته، يعود إلى النوازع والميول الشهوانية عنده تجاهها، وبالتالي تصبح مرغوبة.
وبالإجمال العام، بيّن أبو عدس أن الشيء غير المتاح إذا انطبق على عدد كبير من الناس يصبح هذا الأمر كنوع من الأعراف أو التقاليد الاجتماعية، وبالتالي لن يكون هناك أي ميول للممنوع، أما إذا كان الأمر يخص شخصاً بحد ذاته، حينها يبدأ العقل بإرسال إشارات تجعله يفكر بآلية الحصول على الشيء الممنوع.
وأضاف قائلاً: “بطبيعة الحال، يتميز الرجل بسيكولوجيته التي تميل إلى الملل السريع من الأمور المتوافرة عنده، وهذا يجعله يوجّه أنظاره إلى نساء أخريات قد يصعب عليه إقامة علاقة معهن”.
ويبين أبو عدس إن خلوّ الحياة الزوجية من الحوار المشترك حول المشاكل الواقعة بين الزوجين من عدم وجود تناغم وتفاهم بينهما، يولّد حالة من الخلافات، وهذه من أحد الأسباب التي تدفع الرجل لاشتهاء إمرأة أخرى، مضيفاً أن هناك سببا آخر يؤدي إلى هذه الحالة، يتمثل بمقارنة الزوجة مع الأخريات، حيث يُعد هذا عاملاً مساعداً في توليد الغريزة الشهوانية لدى الزوج، وأمراً قاتلاً على صعيد الحياة الزوجية؛ فمن غير الصحيح أن يقارن الزوج شريكة حياته بفتاة شاهدها على التلفاز، تتمتع بمواصفات لا تمتلكها زوجته.
نقطة أخرى حول هذا الموضوع، أرجعها الاستشاري إلى انسياق الرجل وراء مجموعة من الأصدقاء الذين قد يسهلون له موضوع النظر إلى خارج إطار الحياة الزوجية، كنوع من المجاراة لهم وإثبات لرجولته.
وأما النقطة الأهم في الحقيقة، بيّنها أبو عدس، أن ضعف ثقة الرجل بنفسه، وعدم اقتناعه بزوجته، إضافة إلى الأعباء الاقتصادية والظروف الاجتماعية التي تجعله يبحث عن متنفّس خارج العلاقة الزوجية، سبب جيد لتوجيه أنظار الرجل إلى فتاة أخرى غير زوجته.
وفي بعض الحالات، ينجذب الرجل جنسياً لفتاة أخرى، نظراً لصفات نرجسية واضطرابات في شخصيته، عدا عن الملل المتواصل من زوجته، حيث يراها في كل مرة دون تنويع وتغيير في شكلها ومظهرها، حيث تنشغل الزوجة بشكل دائم ببيتها وأولادها، ولا تكترث لهندامها وكل ما يجذب زوجها إليها.
كما أشار أبو عدس أن كل تلك الأسباب في كفّة، وتحوّل الحياة الجنسية بين الزوجين من حالة الاستمتاع المشترك إلى حالة من أداء الواجب، دون أي تجدُّد فيها، أو اللجوء إلى أساليب تشكّل انجذاباً بينهما لسرير الزوجية في كفّة أخرى، وخوفاً من حدوث ذلك وجه الاستشاري نصيحته لكل امرأة أن تبتعد عن الروتين والجمود في علاقتها الجنسية مع زوجها، وأن تجاريه وتسير على هواه، كما عليها أن تعرف أن طبيعة الرجل الشرقي يميل إلى الشهوة الجنسية أكثر بسبب الظروف المناخية، أو بعض أنماط الأغذية التي يتناولها، ما يدفعه للنظر خارج إطار الحياة الزوجية، والمقصود بها الأنثى غير المتاحة له، فلتكن حذرة ومنتبهة لها.