اكتشاف غير متوقع يقدم دليلا على بداية الكون

بغداد- العراق اليوم:

بفضل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، اكتشف علماء الفلك أقدم خيط معروف من "الشبكة الكونية" تم اكتشافه على الإطلاق.

ويتكون الكون من شبكة كونية واسعة من الخيوط والفراغات المتشابكة معا.

ولا يتم توزيع المجرات بشكل عشوائي في جميع أنحاء الفضاء، بل هي توجد في داخل هذه الهياكل المترابطة.

وتشكلت الشبكة الكونية عندما قامت الجاذبية بتجميع المادة معا في بدايات الكون. وفي ورقتين حديثتين تم نشرهما في مجلة The Astrophysical Journal Letters، وجد العلماء بالتفصيل دليلا على أن هذا الطريق الكوني الضخم يمتد إلى ما يقارب فجر الكون.

واستخدم فريق من علماء الفلك بقيادة شياوهوي فان أداة NIRCam لتلسكوب جيمس ويب لدراسة مجموعة مجرات بعيدة تسمى MACS0416.

وأثناء فحص البيانات، لاحظوا وجود جسم ممدود خافت لم يتمكنوا من التعرف عليه.

وكشف المزيد من الملاحظات عن الجسم أنه كان عبارة عن خيوط من الغاز والنجوم تقع في كوكبة الدب الأكبر (بنات نعش الكبرى) التي يبلغ طولها نحو 3 ملايين سنة ضوئية.

وأضاف فان: "لقد فوجئت بمدى طول هذا الخيط وضيقه. كنت أتوقع أن أجد شيئا ما، لكنني لم أتوقع مثل هذا الهيكل الطويل الرفيع بشكل واضح".

ويقع هذا الخيط بعد 830 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، ويتكون من 10 مجرات متلاصقة تمتد على أكثر من 3 ملايين سنة ضوئية.

وهذا الاكتشاف جزء من مشروع يسمى ASPIRE (مسح طيفي للهالات المتحيزة في عصر إعادة التأين)، والذي يتمثل هدفه الرئيسي في دراسة خصائص المجرات في عصر إعادة التأين، وهي الفترة الزمنية التي تشكلت فيها النجوم والمجرات الأولى.

وسيستخدم المشروع قدرات الأشعة تحت الحمراء القوية لتلسكوب جيمس ويب لدراسة الضوء من هذه المجرات المبكرة.

وسيراقب البرنامج 25 كوازارا كانت موجودة خلال المليار سنة الأولى بعد الانفجار العظيم، وهو الوقت المعروف باسم عصر إعادة التأين.

ويعد اكتشاف هذا الخيط دليلا على أن الشبكة الكونية كانت موجودة بالفعل بعد بضع مئات من ملايين السنين من الانفجار العظيم، ما يساعدنا على فهم أفضل لكيفية تشكل المجرات وتطورها بمرور الوقت.

علق هنا