بغداد- العراق اليوم:
على هامش معرض بغداد الدولي للكتاب، ضيف منتدى فيض للثقافة والفكر، الشاعر العراقي جواد الحطاب الذي تحدث عن تجربته الشعرية، وقال الحطاب عن الامسية " أمس، كانت لي واحدة من أجمل أماسي قراءاتي الشعرية والتي افتقدت اجواءها منذ آخر دعوة لبّيتها في محافظة بابل" قبل سنوات، مثلما أعادت لي أجواء مشاركتي الأخيرة في "سلطنة عمان-مهرجان أثير للشعر العربي – نهاية 2016".
واضاف "تحدّثت مع الحاضرين عن صعوبة مواجهة الشاعر للجمهور الذي يعرف كيف يتذوق القصيدة، وكيف يتفاعل معها، وتحديدا الجمهور العراقي لكونه نتاج بيئة شعرية بالفطرة، حيث لا يوجد بيت عراقي ليس فيه شاعر او متذوق للشعر، ومن هنا فان كبار شعراء العربية يعتقدون انهم إذا لم ينشدوا قصائدهم في بغداد ويجيزها الجمهور بالقبول والرضا، فان ثمة نقصا في سيرتهم الذاتية، وليس ببعيد عنا قول درويش "الشِّعْرَ يُولَدُ في العراق فكن عراقيّاً لتصبح شاعراً يا صاحبي".
.
ووصف الحطاب الجمهور بالقول " جمهور حميم، امتلأت به قاعة "أمانة بغداد" ووجوه متعطشة للشعر بقيت واقفة بعد ان امتلأت الكراسي، وأصدقاء رائعون قدموا للاستماع اليك، أحدهم الصديق العذب معن الجبوري، الذي جاء بالطائرة من أربيل فقط ليحضر الجلسة، وعرّاب الأمسية الدكتور "مزهر الخفاجي" والشعراء الكبار قيس مجيد المولى، وقاسم محمد مجيد الساعدي، والشاعرة المبدعة -التي اتابع تجربتها بحرص-نادية الدليمي، وأساتذة أكاديميون معي على الفيسبوك اصطحبوا زوجاتهم، ومفاجأة لم اتوقعها.
وعن اسرار بعض هذه الامسية وما سبقها، قال الحطاب " صديقة اكاديمية واديبة من السعودية تتابعني، تمنّت حين اطلعت على اعلان أمسيتي في صفحتي لو ان بإمكانها ان تحضر، وأردفت برسالة على الواتساب لكني سأبعث من سيتابع أمسيتك لي، وكانت الدهشة حين تقدمت لي شابة جميلة بعد انتهاء قراءاتي وسألتني ان كنت اعرف الدكتورة(..) قلت نعم اعرفها، قالت كلّفتنا بالحضور وتصوير قراءاتك وارسالها على الواتساب‼
ما هذا الجمال ..
الحطاب واصل الحديث عن هذه الامسية قائلا " صديق لصق القلب افتقدته في هذه الأمسية، ولذلك اهديت له قراءاتها، وتحدّثتُ عنه حدّ تهدّج صوتي انه "حامد الراوي". وأقول حامد الراوي "حاف" بلا دكتور، وبلا الأستاذ الأكاديمي، وبلا الشاعر المبدع والكبير، وبلا الناقد الذوّاق، وبلا المستشار الثقافي الأقدم لوزارة الثقافة الذي غادر المنصب مؤخرا ليحتل منصبا أبهى الا وهو "ملك" قلوب كلّ من عرفه وحظي بصداقته، بلاهن جميعا نطقت اسمه وبي زهو صداقة تمتدّ عمرا.
وعن القراءات اوضح الحطاب " قرأت – في مفتتح الأمسية – قصيدة مهداة الى ابطالنا الذين تكتب بنادقهم برصاصها عن السلام في الموصل. وتابع " أهديتها الى المقاتلين العراقيين المدافعين عن غد أجل للأجيال، بعيدا عن التكفير وزندقة الآخر واستباحة حرمة بيته وعرضه وأرضه.
واردف " من ثمّ توالت القصائد من نفسها، وان كان بعضها ضمن "طلبات" كلش حبيتها، وقرأتها بحميمية خاصة بالرغم من ان موضوعها كان يدور حول شعراء راحلين.
هذا وقدم الحطاب شكره للقائمين على الأمسية بالقول " شكرا لـمزهر الخفاجي، العقل الأكاديمي الفاحص لكل المنجز التاريخي لسلالات وادي الرافدين، والباحث في الشخصية العراقية والعربية، فضلا عن كونه ناقدا وشاعرا جميلا.وكذلك شكرا للدكتور الرقيق محمد الواضح الذي قدّم قراءاتي بإفاضة تنمّ عن حسّ نقدي وعن مكنة اعجبتني. شكرا لمنتدى فيض للثقافة والفكر، ولكادره من النساء والرجال، وأن كنت قد تمنيت لو ان كاميرا ولو "يدوية" قد صوّرت هذه الفعالية باعتبارها وثيقة من وثائق فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب، ولكن خيرها بغيرها .