سكرتير الحزب الشيوعي العراقي يكشف عن خوض انتخابات مجالس المحافظات

بغداد- العراق اليوم:

أعتبر رائد فهمي، سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ان:" الغاء مجالس المحافظات كان خطئا كبيرا، كما كان وصفها بأنها حلقات زائدة خطأ، بل كان بامكانها (مجالس المحافظات) ان تقوض سلطة المحافظين،  وتشكل سلطة رقابية ضد الفساد والمصالح الفئوية".

وقال فهمي في حديث صحفي تابعه ( العراق اليوم)  :" من ناحيتنا نقول ان الغائها كان خطأً ولم يتم التمييز بين الخلل في تننفيذ او استخدام هذه المؤسسة وبين دورها المهم في تقديم الخدمات للناس".

و تساءل:" الفساد يشمل كل مؤسسات الدولة، وكذلك مجلس النواب باعتباره مجلس غير فاعل وقراراته غير  مفيدة، فهل هذا يعني ان نلغي مجلس النواب أيضاً؟ .

طبعا لا، ثم ان مجالس المحافظات دستورية ومثبتة في الدستور، وهناك بعض القوى المتنفذة تريد اعادة ترتيبها من خلال هذه المجالس، وبعض الاطراف وجدت مصالحها فيها،  لكن هذا كله لا يعني ان نلغيها بل  هذا يدعو الى عدم اعادتها بنفس الصيغة السابقة البائسة، بل اجراء التغيير فيها".

وشدد فهمي بقوله:" نحن كقوى مدنية نؤمن بالتغيير، نقول ان مجالس المحافظات يجب ان تكون إطار لمراقبة دور المحافظين، والخطط التنفيذية، وان تكون معايير  المرشحين جيدة،  بحيث لا نعيد انتاج اشخاص يعملون على تقاسم المغانم..هل سننجح ام لا هذا هو التحدي".

و اشار " اعتقد انه يجب ان نُقنع الناس بان مجالس المحافظات هي ليست حلقة زائدة، لان خلاف ذلك فان المحافظين سيبقون يتمتعون بسلطات محصورة بايديهم، نعم هناك من ينجز، وبعضهم لا ينجز، لكن غياب الرقابة سيكرس الاثار السلبي  وسوف  يستمر الفساد، وعدم الحفاظ على المال العام، وكذلك بتوزيع النفوذ والقوى على الصعيد المحلي'.

و لفت "   هذه معركة يجب ان تُخاض نفسيا وتوعويا، اضافة الى تعبويا وهي معركة صعبة، لان الانطباع العام للمواطنين ما يزال يعتبر هذه المجالس بؤر للفساد ونهب المال العام".

ونبه الى اننا :"يجب ان لا نؤمن بان التاريخ مكتوب مقدماً، و نبقى بلا مقترحات او خيارات للتغيير،  فأما ان يكون هناك  انفجار مجتمعي،  على غرار انتفاضة تشرين، وهذه لا تحصل كل يوم او نعمل بصيغ ديمقراطية من اجل الاصلاح والتغيير". 

وفي رده عن سؤال يتعلق بانتفاضة تشرين التي كان ابرز مطالبها الغاء مجالس المحافظات عام 2019 فما موقفها اليوم منها؟، اجاب قائلا:" نعم..التشرينيون هم من طالبوا بالغاء مجالس المحافظات باعتبارها حلقات زائدة وهذه كانت "غلطة"  والان قسم من التشرينيين هم الذين تراجعوا عن ذلك وصاروا يتحدثون عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات"، مشيرا الى ان:" هناك الكثير من شعارات تشرين لم تكن موفقة، مثل نبذ الاحزاب و التأكيد على المستقلين. وهذه بعض المفاهيم التي اعتقدها اضعفت الانتفاضة ".

وعبر رائد فهمي عن اعتقاده :" بعدم وجود فرصة لعودة مجالس المحافظات الى ما كانت عليه سابقاً..وهذا ليس تفاؤلاً بل اقول هناك امكانية للتغيير، اولا تم تقليص اعداد اعضاء مجالس المحافظات، وهذا جزء مهم، و سيضرر بعض القوى المتنفذة، و لكن المجالس ستكون ادارتها افضل، ثانيا ان القوى التي تريد ان تخوض انتخابات المجالس، و اعني القوى المدنية والتغيير، تعتقد ان دورها سيكون قوياً في الرقابة وخدمة المحافظات، وانها ستقود حملة قوية ضد الفساد والفاسدين". 

منبها الى ان:" المواقع التي كان يتستر بها الفاسدون ورموزهم سقطت خلال الفترة الماضية، منذ 2013 حيث كانت هذه المجالس مجمدة قبل الغائها في 2019 ".

واكد سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي قائلا:"اليوم الوعي العام يختلف عن السابق وهذه كلها عوامل تترك بصماتها ليس على الانتخابات فقط وانما على مسائل تتعلق بالنتائج، وهذا يعتمد على القوى التي تحمل مشاريع تغيير ديمقراطية وخدمية ضد المحاصصة ، وكلما كانت المشاريع ضد المحاصصة والفساد ستلاقي تأييداً من العراقيين".

 مضيفا:"انا اعتقد ان هناك امكانيات لنخوض هذه المعركة، ويبقى كيف نستطيع ان نحول هذه الامكانيات والوعي والتذمر الجماهيري من ممارسات مجالس المحافظات السابقة،  الى قوة انتخابية ومن ثم الى مشروع تغيير اصلاحي".

وكشف فهمي قائلا:"نحن، كحزب شيوعي، سنشارك في هذه الانتخابات من خلال تحالفات سياسية وستتحول الى تحالفات انتخابية اوسع، و ماضون في هذا الاتجاه ونامل ان يكون تحالف واسع ضمن المشروع المدني من اجل التغيير". 

موضحا :" تحالفنا مع الاحزاب المتمثلة في قوى التغيير الديمقراطي وهي 9 احزاب وحركات، اضافة الى ذلك هناك تواصل مع احزاب وحركات اخرى ونواب في البرلمان كلها تؤمن بالتغيير المدني الديمقراطي، وسنعلن قريبا عن تحالف واسع ومهم. و نأمل ان يكون هذا التحالف الانتخابي مشروعاً لخوض الانتخابات التشريعية مستقبلا، ذلك ان انتخابات مجالس المحافظات بالرغم من انها مشروع انتخابي محلي، ومكرسة لتقديم خدمات للمواطنين، لكنها لا تخلو من الطابع السياسي وستعطي مؤشرات للانتخابات التشريعية".

ونبه فهمي الى ان:"عملية التغيير الجذري تتم عبر عمل تراكمي ومحطات مختلفة وانتخابات مجالس المحافظات،  هي احدى هذه المحطات او المعارك السياسية التي تخاض من اجل دحر منظومة المحاصصة، وتحقيق اختراقات في المنظومة".

و قال فهمي أيضاً ،  " من هنا اوجه خطاب لكل المحتجين والمعارضين لمنظومة المحاصصة، واقول لهم ان هذه هي فرصتهم للمشاركة في هذه الانتخابات لدعم قوى التغيير فهناك مشروعا حقيقياً يحمل افكار متقدمة وغير مستعدة للتنازل او التهادن، وستكون مدافعة وثابتة و أمينة اذا ما وصلت الى مواقع تقديم الخدمات من خلال مجالس المحافظات".

 مستطردا بقوله :"اذا نجحت مجالس المحافظات في احداث التغيير فسوف يعطي ذلك اشارة أمل للعراقيين بالتغيير في البرلمان القادم وهذا يعتمد على دعم الناس ومشاركتهم في التصويت ولا يمكن الاستخفاف في هذه الانتخابات، وليس من الصحيح ان نعتبر النتائج محسومة مقدما لصالح منظومة الفساد، والتاريخ برهن انه ليس هناك منظومات فساد تنتهك العدالة الاجتماعية تستطيع الاستمرار في ادارة الامور لسنوات طويلة خاصة اذا كان هناك مناخ للحريات وحراك شعبي للتغيير ضد المحاصصة والامية والفساد والفقر".

علق هنا