بغداد- العراق اليوم:
صدر مؤخرا عن دار امل الجديدة في دمشق كتاب " مذكرات مثقف عراقي أوان الحصار" للكاتب والشاعر العراقي جواد غلوم ويتضمن مجموعة من المقالات والمذكرات الموثقة للمعاناة التي أطاحت بالمثقف العراقي خلال عقد التسعينات من القرن الماضي وما تلاها من سنوات القهر وحال المثقف العراقي وهو يتأجج بسعير الفاقة والجوع والإذلال والحطة ويعاني مرارات الحياة بكل اشكالها وأصنافها ويخضع مرغما للتسلط من قبل نظام الحزب الواحد .
يذكر ان هذه المذكرات سبق وان نشرت في صحيفة الزمان اللندنية قبل بضع سنوات لتحكي عن حقائق ووقائع تعرّض لها الكاتب شأنه شأن بقية زملائه وأقرانه الكتّاب والشعراء من العاملين في الحقل الصحفي والادبي ممن لم يغادروا بلدهم باستثناء من حالفهم الحظّ ونفذ بجلده خارج الوطن المستعر .
يتضمن الكتاب ايضا بعضا من المقالات عن بغداد الجمال السالف والادب الوارف والتي ساهمت صحيفة ايلاف بنشرها في الاعوام القليلة الماضية ، بغداد تلك الحاضرة الكسيحة الان ؛ لم تنس إشراقاتها الأولى يوم كانت هذه المدينة العريقة العتيدة مرتعا ومركز اشعاعٍ للفنّ والرقيّ والتسامح والمحبة وموئلا للثقافة من خلال مسارحها وتعدّد فرقها الفنية ومراكزها الثقافية المتعددة عربيا وعالميا ودور العرض السينمائي المنتشرة بكل ارجائها وحالها المشبع بالأسى في واقعنا المؤسف الحالي .
هذا وتصدرت لوحة " الصرخة " للرسام النرويجي " ادوارد مونك " غلاف الكتاب تعبيرا عما كان يقاسيه المثقفون وبقية أبناء وطنهم في تلك الفترة المغرقة بالويلات والانكسارات .
جديد الكاتب سمير فرحات: رواية " بنات خودا"
صدرت للكاتب والاعلامي اللبناني سمير فرحات، روايته الجديدة " بنات خودا" عن دار الفارابي للنشر، وفيها يرسم مصير ثلاث شخصيات محورية تتصادم في خضم مأساة الطائفة الايزيدية في العراق، واجتياح مناطقها من قبل تنظيم داعش في العام 2014، وما أدى إليه هذا الاجتياح من اعتقال أكثر من 5000 آلاف فتاة ايزيدية واغتصابهن، وبيعهن كالأغنام، واعدام مئات الرجال والمسنين الايزيديين، واجبار المعتقلات والمعتقلين على دخول دين الاسلام، بعد اتهامهم بعبادة الشيطان.
تبدأ الرواية بقصة حب بين شاب ايزيدي يدعى أزاد وشابة ايزيدية تدعى نارين، انطلقت قبل 9 سنوات من الاضطهاد فيما كان أزاد يسعى إلى الهجرة من العراق للالتحاق بعمه في ألمانيا. وسيكون لهذه العلاقة أثر جارف في حياته، وهي تنمو وسط أحوال سياسية وأمنية دموية . تجاريه نارين في جنون حب مستحيل، تسحقه العادات والتقاليد، ولا تحسب أن القدر سيكتب كلمته الأخيرة في قصة حبهما، على يد أحد مقاتلي داعش اللبنانيين.
في خلال النسيج الروائي لقصة الحب، تدخل الرواية الى معابد الايزيديين، هذه الطائفة الغامضة في تاريخ العراق والتي لطالما اتهمت بعبادة الشيطان، فتضيء على بعض معتقداتها، وممارساتها وطقوسها.
كما تلامس موضوعاً حارقاً في هذه المرحلة، يتعلق بطرق تجنيد الإرهابيين عبر زرع أفكار دينية متطرفة في نفوسهم، من قبل رجال الدين.
والأهم أنها تصفع بألم عالماً غارقاً في اللامبالاة والتوحش، إزاء مأساة فتيات ما زلن إلى حد الساعة سبايا بين أيدي المتطرفين، يُبعن، ويُغتصبن، وتُمتهن كراماتهن، ويرغمن على أشنع الممارسات.
" بنات خودا" رواية اللحظة، ستشهد لاحقاً لتاريخ إنسانية ساقطة.