كيف يؤثر انسحاب إنجه على سباق رئاسة تركيا؟

بغداد- العراق اليوم:

قبيل بدء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية في 14 مايو، والتي تعد الأشد تنافسا حسب المراقبين، جاء إعلان المرشح الرئاسي عن حزب البلد محرم إنجه إنسحابه من السباق، ليزيد من خلط الأوراق والحسابات ويزيد مآلات خارطة التحالفات والمعركة الانتخابية غموضا وفقهم.

ودعا إنجه الناخبين الأتراك إلى التصويت لفائدة حزبه حزب البلد، من أجل دخول البرلمان، بينما تشتد منافسة محمومة بين المرشحين.

ويأتي هذا الانسحاب فيما تشير استطلاعات الرأي إلى عدم قدرة أي من "تحالف الجمهور" الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الحاكم، أو تحالف المعارضة على حسم الأغلبية في الانتخابات البرلمانية، تماما مثل عدم اليقين من حسم أحدهما الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.

حسابات معقدة

وزادت فرصة المعارضة لأول مرة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هذه المرة، وهو ما تظهره خصوصا نتائج بعض استطلاعات الرأي التي تشير لتقدم كليجدار أوغلو على أردوغان، نتيجة اصطفاف أكبر أحزاب المعارضة في اتجاه واحد ضد تحالف الجمهور، إضافة إلى نيل تحالف "الأمة" المعارض تأييد حزب اليسار الأخضر لمرشحه الرئاسي كمال كليجدار أوغلو، والذي هو امتداد لحزب الشعوب الديمقراطي ذي الغالبية الكردية، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي.

ووفق محللين فإن ترشح إنجه كان يضعف من حظوظ المعارضة، وأن انسحابه قد يسهم في رفع حظوظها التنافسية، فيما يرى آخرون أن قاعدة إنجه الانتخابية ليست بتلك القوة من عدد الأصوات التي يمكنها تغيير توازنات القوى الانتخابية ولا سيما في معركة رئاسة الجمهورية المحتدمة.

من المستفيد؟

يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون التركية جمال أريز، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":

خطوة الانسحاب هذه كما هو واضح تمت تحت ضغط ما نشر بحق إنجه من تسريبات وفضائح، وبغض النظر عن كونها صحيحة أو ملفقة، لكن الاستمرار بالترشح في ظل ذلك كان سيضعف موقفه أكثر، وهو أساسا ليس المرشح الأوفر حظا.

التفسيرات تختلف حول تبعات الانسحاب على مآل المعركة الحامية الوطيس حول رئاسة تركيا ما بين كل من الرئيس الحالي أردوغان وزعيم تحالف المعارض الأكبر كليجدار أوغلو، فصحيح أنه للوهلة الأولى تبدو المعارضة هي المستفيدة من ذلك على اعتبار أن قاعدة إنجه الانتخابية هي في الأصل تتكون غالبا من جمهور مصوتي حزب الشعب الجمهوري الذي انشق عنه، والتي منطقيا يفترض أنها ستصوت في هذه الحال لكليجدار أوغلو.

لكن قد يلجأ كثيرون من مناصري إنجه لمقاطعة التصويت الرئاسي والاكتفاء بالتصويت البرلماني، خاصة وأن إنجه أعلن أن حزبه سيخوض غمار المعركة البرلمانية، وهذا يعني أنه ليس بالضرورة أن تستفيد المعارضة من انسحابه من السباق الرئاسي.

وهكذا فالمعركة معقدة والحسابات متداخلة، لكن الثابت أن تركيا تشهد انتخابات هي الأكثر مصيرية منذ عقود طويلة، والتي وفق المؤشرات الأولية فإن حظوظ المعارضة قوية جدا لدرجة أنها قد تتمكن هذه المرة من التغلب على التحالف الحاكم بقيادة أردوغان، والذي يحكم البلاد منذ عقدين.

انتخابات 2018

وكان محرم إنجه قد ترشح منافسا للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان خلال الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة في 2018، ممثلا عن حزب الشعب الجهوري، حيث حصد حينها نحو 31 بالمئة من الأصوات مقابل 52.5 لمرشح حزب العدالة والتنمية أردوغان.

الانشقاق عن الشعب الجمهوري

ثم انشق في فيراير 2021 عن حزب الشعب الجمهوري نتيجة خلافاته مع رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو، وليعلن في مايو 2021 عن تأسيس حزب البلد الذي كان يعتزم خوض معركة الانتخابات الرئاسية هذه ممثلا عنه.

علق هنا