خبر سار إلى مرضى ألزهايمر... علاج واعد في مواجهة المرض

بغداد- العراق اليوم:

حتى اللحظة يبقى داء ألزهايمر من الأمراض غير القابلة للمعالجة إذ لا يتوافر بعد أي علاج له. هذا، على الرغم من الأبحاث والدراسات المكثفة والسريعة حول هذا الموضوع. لكن يبدو أننا قد ندخل حقبة جديدة في مواجهة المرض بعد ظهور علاج جديد أثبت فاعلية عالية في إبطاء تطور المرض، بحسب ما نشر في BBC.

أثبت العلاج الجديد Donanemab فاعلية في إبطاء تطور داء ألزهايمر بمعدل الثلث بحسب ما أكده الباحثون. هذا ما يشكل خطوة مهمة في مواجهة المرض الذي بدت معالجته مستحيلة من سنوات عديدة. ويأتي العلاج الجديد بعد العلاج الأول الذي أثار ضجة حول العالم Lecanemab كالعلاج الأول القادر على إبطاء تطور داء ألزهايمر ويعمل العلاجان وفق المبدأ نفسه. فكلاهما يحتوي على أجسام ضدية كتلك التي ينتجها الجسم في مواجهة الفيروسات. إنما تمت هندسة هذه الأجسام الضدية في هذه العلاجات بشكل يمكنها أن تقضي على الـbeta Amyloid في الدماغ والتي تتكدس بين خلايا الدماغ فتؤدي إلى تلك البقع التي تعتبر من مؤشرات داء ألزهايمر. لذلك، يعتبر الباحثون أنه بعد عقود من المساعي لتأمين علاجات في مواجهة داء ألزهايمر، يشكل اكتشاف هذه العلاجات نقلة نوعية في هذا المسار. فقد دخلنا المرحلة التي يمكن فيها أن نأمل بشكل واقعي بمعالجة وضبط المرض لدى من يعانيه واقعاً. فمن الممكن إدارة المرض للمدى البعيد من الآن بدلاً من الاعتماد على العناية التلطيفية والدعم للمريض، كما كان يحصل في السابق.

لم تُنشر نتائج التجارب التي قامت بها شركة Eli Lilly’s بعد، لكن ثمة تفاصيل باتت معروفة عنها:

- شارك في التجارب في المرحلة الأولى التي قامت بها الشركة 1734 شخصاً.

- أعطي علاج Donanemab خلال شهر للمشاركين إلى أن اختفت تلك البقع في الدماغ.

- تراجعت سرعة تطور المرض بنسبة 29 في المئة كمعدل عام وبنسبة 35 في المئة لدى مجموعة من المرضى كانوا أكثر استجابة للعلاج.

- بعد تلقي العلاج استعاد المرضى القدرة على إنجاز المهام اليومية ومناقشة الأحداث الحاصلة والقيادة ومتابعة الأنشطة المعتادة والهوايات.

في المقابل، تبين أن التورم في الدماغ كان من الآثار الجانبية الشائعة للعلاج. لكنه بدا بسيطاً ولم تظهر أعراض بسببه، وإنْ كان قد ظهر في صور السكانر للدماغ. لكن في نسبة 1,6 من الحالات كانت الحالة أكثر خطورة وقد تسببت بحالتي وفاة.

لذلك يعتبر الخبراء أن العلاج الجديد يعتبر واعداً لمرضى ألزهايمر وقد أظهر نتائج مذهلة. لكن كأي علاج فاعل لأمراض قاتلة أو خطيرة، هناك مخاطر محتملة وآثار جانبية تهدد الحياة لا بد من أخذها في الاعتبار.

ومن المتوقع الإنتقال إلى عملية الحصول على الموافقة على العلاج الجديد ليبدأ استخدامه في المستشفيات في الأشهر القليلة المقبلة، وإن كان الخبراء لا ينكرون وجود الآثار الجانبية المهمة والبيانات التي تستند على تجارب طويلة المدى. لكن في كل الحالات، يمكن أن يساعد العلاج مرضى ألزهايمر على العيش لسنوات أطول وبنوعية حياة فضلى.

ومع اكتشاف هذين العلاجين اللذين يعملان وفق المبدأ نفسه، تبين للباحثين أنهم في المسار الصحيح في مواجهة المرض بعد سنوات عديدة من الأبحاث والفشل في الوصول إلى نتيجة. فتبدو فكرة العمل على مواجهة الـamyloid الأكثر فاعلية في مواجهة داء ألزهايمر وقد أثبتت أنها الأفضل في هذا المجال.

هذا، مع الإشارة إلى أن هذين العلاجين يبدوَان أكثر فاعلية في المراحل الأولى من المرضى، وقبل أن يبلغ مراحل متقدمة يكون فيها الدماغ قد تضرر.

 

علق هنا