طبق الأصل: لقاء وردي.. عقدة الدونية!

بغداد- العراق اليوم: تعاني النائبة لقاء وردي من مشكلة سايكولوجية عسيرة اسمها عقدة الدونية، أو الشعور بالنقص و"الحقارة"، كما يسميها عالم النفس الأمريكي ثيودر ميلون. وكما يُعرف عن هذه العقدة أن علاجها سهل، إذا ما تم الوصول الى تشخيص أسبابها، خاصة وأن هناك حالات متداخلة، وأسباب متداخلة في خلفية المريض، تصعِّب التشخيص، والفرز بين هذه الحالات المتداخلة.

 ومشكلة النائبة وردي تكمن في صعوبة الوصول إلى أسباب العقدة، ليتم بعد ذلك معالجتها. فالعلم حتى هذه اللحظة لم يتمكن من الوصول الى تحديد معلوم وواضح.

يقول المحلل النفسي الكبير، وعالم الإجتماع النمساوي ويلهيلم رايش Wilhelm Reich صاحب كتاب تحليل. الشخصية الشهير أن (عقدة الدونية تمثل شعور الإنسان بالنقص، أو بالعجز العضوي أو النفسي أو الاجتماعي بطريقة تؤثر على سلوكه، فتسبب له إحساساً بالحقارة الذاتية، مما يدفع بعض الحالات إلى التجاوز التعويضي بالنبوغ وتحقيق الذات والكينونة، أو بالتعصب الى الذات، أو الى الأهل، أو المنطقة، تعصباً يجعل الصورة إحادية قاتمة، بحيث لا يرى من غيره أي بصيص ضوء، أو لون زاهي.. كما يصيبه بالانكفاء والضعة والجريمة في حالات أخرى).

ويقول الطبيب النمساوي ألفرد أدلر عن نفس المشكلة بأن كل إنسان يولد، وعنده الشعور بالنقص، والتي تبدأ المشكلة حالما يبدأ الطفل بفهم وجود الناس الآخرين، والذين عندهم قدرة أفضل منه للعناية بأنفسهم والتكيف مع بيئتهم، مما يعطيه القوة الدافعة لتطوير قدراته وعقدة الدونية هي شعور الفرد بوجود عيب فيه، وهذا العيب قد يكون خلقياً، او أخلاقيا مما يخلق له شعوراً دائمياً مرتبكاً، إنه الشعور بالحقارة.

والحقارة تعني اقتناع الإنسان في داخل ذاته بقصوره ونقصه وعجزه وانه أقل قيمة وقدرة ومكانة من الآخرين، وبعبارة أخرى هي انهزام الإنسان من الداخل وشعوره بالعجز عن فعل ما يفعله الآخرون.. ولعقدة الحقارة آثار ونتائج في حياة الانسان منها:

1ـ حب الانتقام: ان شعور الانسان بالحقارة يجره الى الحقد على الآخرين وتوجيه النقد لهم وتحطيم شخصياتهم ونشر الشائعات حولهم.

2ـ القلق والاضطراب النفسي: وهذا امر طبيعي ونتيجة بارزه لعقدة الحقارة، ذلك ان الإنسان يشعر بذلة وبصغارة داخل نفسه عندما يجد الآخرين متقدمين، فانه يصاب بحالة من الصراع الداخلي، والاضطراب النفسي، وعدم الراحة، وربما يلجأ الى الانتحار عند ارتفاع الصراع الداخلي الى ذروته ويفقده أعصابه.

3ـ الحساسية المفرطة: الإنسان الذي تمتلكه عقدة الحقارة والضعف يفسر كل كلمة تقال في محضره، ويفهم أي تصرف على انه موجه ضد شخصه، حتى وان كانت تلك الكلمة او ذلك التصرف عفوياً.

4ـ الأخلاق السيئة: عادة ما يتذرع من يحتقر نفسه بالتبريرات، والأعذار لمواجهة أي خطاْ يرتكبه، او أي تقصير يمارسه، بدلا من الاعتراف بالخطأ والاعتذار عن التقصير، كما تدفع عقدة الحقارة صاحبها للكذب والدخول في النفاق.......

وهنا، حين نضع هذه المواصفات العلمية الدقيقة عن المصابين بالعقدة الدونية، ونطبقها على سلوك، وتصرفات، وتصريحات، وأفعال النائبة لقاء وردي لوجدنا تطابقاً هندسياً تاماً بينها وبين المصابين المرضى!.

فالنائبة لقاء وردي تتحدث عن ( الآخر) بكراهية عجيبة، وكان بينها وبين الجميع دماً، أو ثأراً تاريخياً، فهي لا تفرق بين واحد وآخر، حتى لو تطلب منها أن تساوي (بالعداء) بين أكثر من ربع مليار إنسان تعتبرهم وردي جميعاً خصوماً لها دون أن تعرفهم، ودون أي ذنب ارتكبوه!!

والنائبة وردي تبدو لمن يراها من الوهلة الأولى أنها تعاني من اختلال سايكولوجي، فهي لا تثبت على خط واحد، ونسق طبيعي في الكلام، كما لا تستقر عيناها على مستقر، إذ  تتقافز عيناها في أركان الموقع الذي تتحدث فيه دون التركيز على رؤية معينة.. فضلاً عن انها ومنذ سنوات الأحداث، تواصل نهجها الطائفي العدائي، فتتحول مواقفها الى عقدة مستديمة، تتحكم فيها ما جعلها مستسلمة لثقافة الكراهية ومقت الآخر دون الحاجة الى دليل. وكان من ابرز تصريحاتها في هذا الاتجاه مثلاً، اعتبارها في حوار تلفزيوني، جريمة سبايكر انها ترقى الى مستوى ما "اقترفه الحشد الشعبي في الفلوجة" لتساوي بين إرهابي احتل مدينتها، ومقاتل وطني شريف يسعى الى تحرير هذه المدينة.

وفي موقف مثير للجدل، اعتبرت وردي، انّ إعدام الشيخ نمر باقر النمر، شأن داخلي سعودي، و أن الاعتراض العراقي على إعدامه يفسح المجال للسعودية للتدخل بالأحكام الصادرة بحق المجرم طارق الهاشمي، والإرهابي رافع العيساوي. وبهذا التصريح الخارج عن النسق الموضوعي في قراءة الأحداث، تساوي وردي بين "إرهابيين" قتلوا أبناء شعبهم بالمفخخات، وبين شيخ لم يلجأ الى العنف في دفاعه عن أبناء شعبه، بل وقف خطيبا بالمرصاد للظلم السعودي وغياب العدالة، والاضطهاد الطائفي للشيعة في السعودية.

وفي بيان تلته عن "اتحاد القوى سعت وردي الى أن" تُأجّج روح الكراهية ضد القوات التي تدافع عن المدن السنية (بحسب قاموس وردي الطائفي) الذي يقسّم البلاد إلى مناطق على الأساس المذهبي.

لقد دفعت عقدة النائبة وردي، ومشكلتها النفسية الى أن تشتم حتى الشهداء، فتجد بطبيعة الحال من يتصدى لمرضها، ولشذوذها الطائفي والسياسي، وهنا يظهر لها النائب محمد الصيهود، ‏برد مناسب بل وشديد في‏  20‏ تشرين الأول‏، 2016، على الاتهامات التي وجهتها لفصائل الحشد الشعبي باختطاف المدنيين، مؤكداً - أي الصيهود- على ان وردي واحدة من "السياسيين الدواعش" الذين جاؤوا بالتنظيم الى العراق.

وأخيراً.. وبعد كل هذا التعريف والشرح لمرض العقدة الدونية،  ومطابقته بما تعاني منه النائبة لقاء وردي لاسيما فيما يخص ازدراءها وكراهيتها بل وحقدها على كل من لا ينتمي الى محيطها الطائفي او السياسي او المناطقي، نستطيع القول ان لقاء وردي تعاني من العقدة الدونية مائة بالمائة، ولا امل في شفائها من مرضها  قبل التمكن من  معرفة الأسباب التي جعلتها تكره ( الآخر) كل هذا الكره .. وهنا يأتي السؤال الذي لابد منه: هل ثمة من (ارتكب) فعلاً دونياً (خاصاً) مع لقاء وردي في يوم ما فكرهت بسببه كل أبناء الطائفة التي ينتمي لها الجاني؟!

الجواب سيكون عند لقاء وردي: (القافْلة على الموضوع بقوة)!!..

علق هنا