بغداد- العراق اليوم: يحاول العلماء إعادة إحياء حيوان الماموث الصوفي الكبير الذي انقرض منذ حوالي 4000 عام، من خلال استخدام التكنولوجيا الحيوية.
وتقود شركة Colossal Biosciences للتكنولوجيا الحيوية جهود إعادة إحياء الماموث، وقد قطع العلماء أشواطًا في تلك العملية. وتعتقد الشركة أنه من خلال إحياء الماموث الصوفي، ستزداد فرصة إنقاذ الأنواع الحديثة المهددة بالانقراض مثل الفيل الآسيوي والأفريقي
وتشمل قائمة أهداف الشركة من إحياء الماموث، مشاريع أخرى طموحة مثل "منع انبعاث غازات الدفيئة المحتجزة داخل طبقة التربة الصقيعية، والتي تصل إلى 600 مليون طن من الكربون سنويًا" و"إنشاء صلة مثبتة بين العلوم الوراثية وتغير المناخ".
وترى شركة In-Q-Tel المشاركة في المشروع الطموح، أن إعادة الماموث الصوفي ليست سوى جزء صغير مما تستطيع تكنولوجيا الهندسة الوراثية الأساسية القيام به.
وتؤكد الشركة أنها مهتمة بالتكنولوجيا الحيوية من أجل فهم وقراءة وكتابة كود الحمض النووي وإنشاء أشياء يمكن أن تحل المشكلات العالمية، حيث يتضمن ذلك ما لا يمكن العثور عليه في الطبيعة، مثل الأنسولين والمواد الصناعية الأخرى.
قوة مذهلة تقول In-Q-Tel إنها تشارك شركة Colossal Biosciences في استخدام الماموث الصوفي كوسيلة للمساعدة في مكافحة تغير المناخ. وتضيف: "كيف نستخدم القوة المذهلة المحتملة للتكنولوجيا الحيوية لتشكيل الكوكب، وكيف ستكون البشرية نفسها مهمة بقدر قدرتنا على القيام بذلك".
وفيل "الماموث الصوفي" هو سلف قديم من الفيلة ظهر في سيبيريا المعاصرة منذ 450 ألف عام واختفى من وجه الأرض منذ 4 آلاف عام. وكان لحمه يشكل جزءا من الأغذية التي تناولها الإنسان القديم الذي استخدم هيكل الماموث العظمي وأنيابه لإنشاء المنازل وصنع الأسلحة.
واعتقد العلماء منذ زمن بعيد أن البشر هم الذين تسببوا في انقراض فيل الماموث، لكن دراسة حديثة وجدت سببا آخر وهو التغير السريع لمناخ الأرض، حيث لم تستطع الحيوانات الكبيرة التكيف السريع مع نظام غذائي فقير بعد تغير نوعية أطعمتها.
إعادة النمور التسمانية الماموث الصوفي ليس الحيوان المنقرض الوحيد على خطة إحياء Colossal Biosciences، حيث تريد الشركة أيضًا إعادة النمور التسمانية، التي انقرضت رسميًا عندما ماتت آخر عينة حية معروفة في عام 1936.
وعلى غرار الماموث، تعتمد تقنية إعادة الإحياء على أخذ الخلايا الجذعية من حيوان حالي يتمتع بحمض نووي مشابه لنمر التسمانية، وتحويلها إلى خلايا "نمرية" أو أقرب ما يكون لها.
نمر التسماني هو المفترس الجرابي الوحيد في أستراليا. وكان يعيش في الماضي في جميع أنحاء القارة، لكن حضوره تراجع إلى جزيرة تسمانيا منذ حوالي 3000 عام، حيث تعرض إلى عمليات صيد واسعة النطاق بعد الاستعمار الأوروبي.
ويواجه مشروع الشركة انتقادات وتساؤلات بشأن جدواه، ويعتقد النقاد أن هناك عيبًا خطيرًا يكمن في حقيقة أن هذه الحيوانات المنقرضة لم تعد تمتلك الموطن الذي عاشت فيه سابقًا.
ويعتقد هؤلاء المنتقدون أن الأموال التي تمول عملية إعادة إحياء الحيوانات المنقرضة ستكون أكثر جدوى في حال استخدامها للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
*
اضافة التعليق