بغداد- العراق اليوم:
يعلق متابعون لإعلان تشكيل حكومة محمد شياع السوداني بالقول ان " الجبل تمخض، فولد فارأ"، وبالفعل فأن المصادر المطلعة تكشف ان هذه الكابينة التي يقول البعض ان المالكي هو من اشرف عليها، لكن اي مالكي منهم؟، للأسف لم يكن نوري المالكي، بل هو نسيبه المدعو ياسر عبد صخيل ، الرجل الذي اصبح يذكرنا بجبران باسيل الذي امم التيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون، بعد ان صاهره، واصبح الرجل النافذ فيما تحول العماد عون الى مجرد دمية بيد الصهر.
اليوم المالكي (ياسر عبد صخيل)، نجح في السيطرة على ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة بعد ان ازاح صقور الحزب، لذا فأن الكابينة الحكومية التي اعلن عنها صممها وهندسها مع انه لا يفقه شيئاً من الهندسة، فهذا الرجل الذي دفع بأسماء مغمورة مجهولة ضعيفة، لتولي مناصب وزارية في حكومة يراد لها ان تواجه اعظم التحديات، ليس أقلها مواجهة الصدر المعتزل، وتياره المنعزل، الغاضب، المرتقب، المتوثب للانقضاض على فريسته (الإطار التنسيقي).
فكيف رضي السوداني ان يؤدي دور الكومبارس او الواجهة، وكيف اقتنع بكل هذه الأسماء التي اصابت الشارع العراقي بالاحباط وقتلت فرحة الناس بانتهاء الانسداد السياسي .
الخلطة غير المتجانسة وغير المضبوطة على اية معايير سياسية او إدارية، تثير الدهشة، فمن وزير مجرب الى شخصيات ضعيفة، ليس لها القدرة على مواجهة التحديات الإدارية والمالية ومشاكل الاقتصاد العراقي.
فكيف ستنجح هذه الحكومة اذن؟، في ظل رفض وتعنت ( صخيل) لبعض الأسماء الوازنة، فمثلاً تناهى الى الأسماع ان المالكي ( نوري) رشح الخبير النفطي المعروف فياض نعمة حسن لحقيبة النفط، لكن صخيل رفضه بدعوى تقدمه في السن، لكنه لم يقوَ مثلاً على رفض فؤاد حسين مرشح حزب البارزاني لوزارة الخارجية رغم ان سنه اكبر من اي مرشح في الحكومة الحالية. كما رفض المهندس علي معارچ، وهو الشخصية الوازنة والجديرة بمنصب وزير النفط جدارة عالية، ولا أحد يعلم السبب، ليأتوا للنفط بوزير هو والله أضعف من بيت العنكبوت الذي لا يقي حراً، ولا يدفع خطرا ولا ضرراً، بل ولا يأتي بنفع قط !
اننا امام مهزلة حقيقية وبدء حقبة لا تبشر بخير أبدا، فالقادم كما تشير المعطيات والوقائع سيء جداً، وهذه الحكومة لن تعمر طويلاً على اي حال، وقد أعطى - من صممها وهندسها- المبرر الكافي والوافي للجماهير الشعبية لتأييد موقف الصدر الشجاع، والرافض للتوافقية- وسيدفع هذا المصمم والمهندس، ثمناً باهضاً مقابل هذا الاستهتار بحقوق التاخبين، وهذا التمادي في احتقار الشعب .. لقد كنا نظن أنهم ويعد ما حصل من تردي ونهب وتجويع وكوارث، وتذمر شعبي، سيتعضون، وينتبهون، ويصححون الأخطاء التي وقعوا فيها، ويدركون أنها آخر فرص الشيعة في قيادة الدولة العراقية، وهي فرصة لو ضاعت، فلن تأتي مرة أخرى أبداً، لكنهم كما يبدو ماضون في غيهم واستهتارهم وفسادهم، وإن غد لناظره قريب !
*
اضافة التعليق