بغداد- العراق اليوم:
سيطرت القوات العراقية، يوم الثلاثاء، على مواقع إستراتيجية غرب الموصل، في تقدم مباغت يبدو على إثره أن تنظيم داعش اقترب من لفظ أنفاسه الأخيرة في المدينة، خصوصًا مع إصدار أوامر لعناصره بالانسحاب نحو الرقة معقله الأبرز في سوريا.
وأعلنت القوات العراقية، الثلاثاء، سيطرتها على مباني المحافظة، والبنك المركزي، ومقر وزارة العدل التابعة لتنظيم داعش، إضافة إلى المتحف الأثرى القديم الذي صور فيه مسلحو داعش، أنفسهم وهم يدمرون آثارًا لا تقدر بثمن بعد استيلائهم على المدينة.
كما تمكنت القوات العراقية، استكمال تحرير مبنى القنصلية التركية غرب الموصل، بعد تطهيره من العبوات الناسفة والمتفجرات التي سبق أن زرعها تنظيم داعش.
ووصف مراقبون للشأن العراقي هذا التقدم، خصوصًا السيطرة على المباني الحكومية، بأنه “انتصار رمزي لاستعادة سلطة الدولة على الموصل”، معتبرين أن “تحريرها من الممكن أن يساعد القوات العراقية في مهاجمة داعش وسط المدينة القديمة القريب من المبنى الحكومي المحرر”.
لكن التقدم العراقي في الموصل، قابله تراجع داعش نحو الرقة واستعداده للتحصن فيها، حيث كشفت مصادر من داخل الموصل، يوم الثلاثاء، عن “إصدار قيادة تنظيم داعش أوامر بانسحاب قادة جيش الخلافة من الموصل إلى مدينة الرقة في سوريا بشكل فوري”.
ونقل عن المصادر قولها، إن “أوامر صدرت لقادة ما يسمى بجيش الخلافة في تنظيم داعش، تأمرهم بالانسحاب فورًا إلى مدينة الرقة”.
وأوضحت المصادر أن “الأوامر صدرت من قبل القيادة العسكرية في الرقة، إلى من تبقى من القيادات في محافظة نينوى، بالانسحاب وجمع عناصرهم وإخلاء وحرق مقارهم بالسرعة الممكنة”.
تراجع وحصار
تطورات متسارعة، تحوّل نيران المعركة إلى سوريا، خصوصًا مع تواصل الاستعدادات التركية والأمريكية وحتى الكردية للانقضاض على الرقة.
وفي الوقت الذي يتحصن فيه تنظيم داعش في الرقة، لتكون فيما يبدو خط دفاعه الجديد، تتواصل الاشتباكات بين قوات “سوريا الديمقراطية” الكردية المدعومة من طائرات التحالف الدولي من جانب، وعناصر تنظيم داعش من جانب آخر، في الريف الشمالي الغربي لمدينة دير الزور.
وتمكنت القوات الكردية من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على جسر يصل بين الضفتين الشرقية والغربية من نهر الفرات، وعلى محطة “الكبر” ضمن المرحلة الثالثة من عمليات “غضب الفرات” في ريف الرقة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء، أن “قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق هدف الحملة الرئيسي والتي جرت على 3 مراحل متتابعة، شملت الأرياف الشمالية والغربية والشرقية على التوالي، وبتقدم هذه القوات اليوم وقطعها للطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والرقة، تكون قد تمكنت من حصار الرقة”.
وقطعت القوات خطوط الإمداد البرية بشكل كامل عن الرقة ومحيطها، ولم يتبق للتنظيم سوى جسور خشبية وطرق مائية للوصول إلى المدينة، عبر الزوارق التي يستخدمها في عملية التنقل بين الرقة ومحيطها والضفاف الجنوبية لنهر الفرات.
العبادي في الموصل
وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى مدينة الموصل يوم الثلاثاء، لتفقد القطعات المقاتلة في قاطع عمليات “قادمون يا نينوى”، وفقًا لحسابه على موقع “تويتر”.
وفي السياق، أصدرت قيادة الجيش العراقي، الثلاثاء، قائمة بأسماء المناطق والأحياء والقرى والمؤسسات الحكومية التي تم استعادتها في الجانب الغربي للموصل منذ 19 شباط/ فبراير الماضي، والتي بلغت 47.
وبين الملازم الأول في الجيش العراقي نايف الزبيدي، أن “الأحياء التي تم تحريرها حتى اليوم هي، الجوسق، والطيران، والغزلاني، والدواسة، والنبي شيت، والدندان”.
وأضاف أن “القرى المحررة شملت العذبة، واللزاكة، والبو جواري، والجماسة، واكنيطرة، والكافور، والابيض، والسادة، والعقرب، ووهب، والزكروطية، والمجملات، البو سيف، واليرموك”.
وتابع أن “القائمة تضمنت أيضًا تحرير مبان استراتيحية أبرزها: محطة كهرباء اللزاكة، ومعمل السكر، ومجمع السكر السكني، وملعب حي الطيران، وكلية الهندسة، والجسر الرابع، ومبنى محافظة نينوى، ومبنى ديوان المحافظة، ومقر البنك المركزي، والمتحف الأثري، ومبنى القنصلية التركية”.