بغداد- العراق اليوم: يقال إن المصائب لا تأتي فرادى، وحيث أن وزارة النفط واقعة تحت تأثير منخفض الفساد والفضائح المجلجلة، فإن ما كشفت عنه الصحافة الأمريكية، وقبلها الإعلام العراقي، يضيف الى مصائب هذا القطاع المبتلى هماً آخر، ويضاعف المسؤولية على من يهمهم سمعة ومكانة القطاع النفطي لتحمل مسؤولياتهم والدفاع عن هذه المرافق الحيوية المهمة، فيجب ان ينبروا الى تحميل الجهات المتصدية المسؤولية عن الاخفاقات والنكوص المستمر، ومسلسل الفضائح التي كان اخرها، لا أخيرها مؤكداً ، فضيحة المنتوج الملوث الذي وصلت بعض شخناته الى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي اعلنت السلطات فيها ان اعتزامها مقاضاة شركة تسويق النفط الخام سومو، حيث اكدت ان منتوجاً ملوثاً وصل بالفعل إلى أراضيها، لكن المفارقة العجيبة والغريبة والمضحكة ان سومو تحاول ان تنكر في بيان مليء بالاخطاء النحوية والاملائية مسؤوليتها عن هذه الحادثة الفضيحة، والتنصل من حملها القانوني عبر تحميل سواق الشركات الناقلة، وادعت أنها ستواجه تلك الشركات بتحميلها المسؤولية القانونية عما جرى، وراح البيان الركيك يتحدث عن الثقة ويضفي على هذه الشركة والقائمين عليها صفات، ويكيل المدائح لها بدلاً عن الاعتراف بهذه الكارثة، واجراء محاسبة ومسائلة شاملة لكل المتسببين بهذا الخرق لسمعة العراق النفطية، وأولهم مديرها العام علاء خضر ومعاونوه. ولعل الاغرب في بيان سومو والقائمين عليها دعوتهم للإعلام بالتعاطي المهني، اي غض النظر عن هذه الخروقات الواضحة والفاضحة وعدم تناولها ونقلها وابرازها للرأي العام، فيما ان العراق قد يتحمل عقوبات وقضايا وملاحقات قانونية جراء هذا الاستهتار العلني بمصالح البلاد التي ضاعت في بحر اللا مسؤولية واللامحاسبة واللامبالاة، ولا نعرف هل أن الدعوة للاعلام (بالتعاطي المهني) تشمل الاعلام الأمريكي أيضاً، أم هي موجهة للاعلام العراقي فحسب!
*
اضافة التعليق