بغداد- العراق اليوم: تناول الأسبرين يوميًا قد يشكل خيارًا منقذًا للحياة للبعض، لكن بالنسبة للآخرين يمكن أن يسبب ذلك مشاكل صحية خطيرة مثل نزيف المعدة.
ويظل الأسبرين واحد من أكثر الأدوية شيوعا في العالم ورغم ذلك لم يعد يُوصى به كعلاج وقائي من قبل معظم الهيئات الصحية. والأسبرين، المعروف أيضًا باسم حمض أسيتيل الساليسيليك أو ASA، يقع ضمن فئة الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، ويمكنه تقليل التورم والألم الناتج عن الالتهاب، مثل ما بعد الإصابة أو العدوى أو الاستجابة المناعية. ويساعد الأسبرين أيضًا في تقليل الحمى؛ فكثير من الناس يستخدمون الأسبرين لتخفيف الصداع وآلام الدورة الشهرية والتهاب المفاصل وآلام الأسنان ووجع العضلات. كما يقلل الأسبرين من تكوين جلطات الدم، ويمكن أن يمنع النوبات القلبية لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من آلام الصدر أو أحداث قلبية سابقة.
وكشفت شون مارشيز، الممرضة صاحبة خبرة وتجارب سريرية مع الأورام لأكثر من 15 عامًا، في تصريحات لموقع "eat this not that" الطبي المتخصص، أن الأسبرين يعمل عن طريق منع مجموعة من الدهون الشبيهة بالهرمونات المعروفة باسم البروستاجلاندين. إذ تعمل البروستاجلاندين مثل المفاتيح التي تنظم الاستجابة الالتهابية والألم في جانب تلف الأنسجة أو العدوى وتشكل جلطات دموية أو أوعية دموية تالفة.
وأضافت: "يكمن الجانب الإيجابي للأسبرين في أنه يمكن أن يقلل الألم بسرعة ومن تلف الأنسجة أو الالتهاب، كما أنه آمن نسبيًا وبأسعار معقولة لمعظم الناس، وبدون وصفة طبية، ويمكن استخدامه بطرق مختلفة من خلال إدارة الجرعة"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
وحذرت مارشيز من أن الأسبرين لا يستهدف بشكل انتقائي البروستاجلاندين السيئة، حيث أن "بعض البروستاجلاندين تحمي بطانة المعدة من الأحماض المستخدمة في الهضم. وعن طريق منع تلك البروستاجلاندين المفيدة، يمكن أن يسبب الأسبرين نزيفًا في المعدة ويعتبر أكثر ضررًا للمعدة من جميع مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى".
كما أن تناول الأسبرين يوميًا يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالنزيف المعدي المعوي والسكتة الدماغية النزفية، حيث تنصح الكلية الأمريكية لأمراض القلب، من تزيد أعمارهم على 70 عامًا والذين لم يصابوا بنوبة قلبية سابقة بعدم تناول الأسبرين، خاصة إذا كانت لديهم مخاطر أعلى للنزيف.
كذلك قبل بدء أو إيقاف نظام الأسبرين اليومي، يجب استشارة الطبيب حول ما إذا هناك احتمالات لخطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو اضطرابات النزيف. كما يجب على المرضى الذين يتناولون الأسبرين يوميًا إبلاغ مقدمي خدماتهم قبل الجراحة أو عمل الأسنان لمنع النزيف الزائد.
ونظرًا لأن الأسبرين له تأثيرات عديدة على الأوعية الدموية وتكوين الجلطة، يجب استشارة الطبيب أولاً قبل تتناول مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) مثل benazepril (Lotensin) أو captopril (Capoten) أو enalapril (Vasotec) أو مضادات التخثر (مخففات الدم) مثل الوارفارين (الكومادين) والهيبارين.
وفي هذه الحالات، يمكن أن يؤثر الأسبرين سلبًا على معدل ضربات القلب أو يزيد من النزيف. كما يمكن أن يتفاعل الأسبرين أيضًا مع حاصرات بيتا مثل أتينولول (تينورمين) وميتوبرولول (لوبريسور وتوبرول إكس إل)، وبروبرانولول (إندرال)، وكذلك مدرات البول (حبوب الماء) المستخدمة لمرض السكري أو الوذمة.
كما يجب توقع آثار جانبية لتناول الأسبرين مثل الغثيان والقيء وآلام المعدة وحرقة المعدة، خاصة في حالة تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى، كذلك يجب مراقبة علامات المرض الخطيرة، بما في ذلك الطفح الجلدي وخلايا النحل وتورم الوجه أو الحلق والتغيرات في التنفس أو معدل ضربات القلب والطنين في الأذنين والدم في القيء أو البراز.
*
اضافة التعليق