بغداد- العراق اليوم: هادي جلو مرعي تثيرني البرامج التلفزيونية التي تعالج قضايا المجتمع وعذابات الناس، ولاأهتم للجزئيات والنقائص التي يثيرها البعض حول تلك البرامج والعاملين فيها والقائمين عليها، والمهم لدي حجم العذابات والمعاناة التي يقاومها الناس بمساعدة تلك البرامج التي تتلقى نداءات إستغاثة من مناطق ومدن مختلفة وسرعان ماتتم الإستجابة لتلك النداءات، فينتقل الفريق التلفزيوني الى منزل أحد المواطنين الذين يعانون من مشكلة ما وفي الغالب تكون مرضية، وهناك مايتصل منها بالعنف الأسري، أو التنصل من المسؤولية تجاه الآباء والأمهات الكبار في السن، وتتعدد تلك المعاناة، فيكون تقديم المساعدة ضروريا مع تجاوز بعض السلبيات، وتحديد المسؤولية ومعالجة المشكلة. في واحدة من المعالجات يتوجه علي عذاب وفريقه الصحفي الى منزل أبي أيهاب شمال بغداد، ويطلع على حالته الصحية، ويبدو الرجل مريضا للغاية، ممددا على فراش متواضع في غرفة متواضعة، ويكاد لايشعر بقدميه اللتين أصيبتا بمايشبه الشلل، ويتحدث علي إليه، ويتم التنسيق مع الفريق الطبي، ومكان العلاج، وحينها نتعرف على أبي إيهاب المتزوج، ولديه عائلة، ويعتمد على ذاته في عمل يومي نسميه في العراق (العمالة) وهو عمل يحتاج الرجل فيه الى يديه وقدميه بكامل قوتهما، لكنه سقط من مكان عال وأصيب بحال من الشلل الجزئي، وعدم القدرة على الحركة. لم يتردد علي في حمل أبي إيهاب بمساعدة أحد الشبان ليضعه في سيارة إسعاف توجهت الى وسط بغداد حيث إحدى المؤسسات الخاصة، ويتم إجراء فحص أولي، ثم يقرر المسؤول الطبي إخضاع المريض الى جلسات علاج طبيعي مكثفة، وعلى مدى أيام، وبينما ترافقه الزوجة الصابرة في رحلة العلاج كان القدر يخبأ للأسرة إمتحانا آخر، وعلى مدى تلك الرحلة يبدو أبو إيهاب في حال مختلف أكثر إيجابية، وصار يستجيب للعلاج، وبعد خمس جولات كاملة وقف على قدميه، ومشى عليهما دون مساعدة، ثم هاهو يعود الى منزله، ويتحرك مبتسما، غير مصدق، ويخرج سيرا الى أحد المحال التجارية البسيطة قرب منزله، ويشتري بعض الحاجات، ويدفع الحساب، ويعود الى زوجته التي أصيبت فجأة بجلطة، وصار ابو إيهاب مسؤولا عن رعايتها بعد أن كانت تبتسم في وجهه، وهو يتلقى العلاج، وهنا كان على علي عذاب أن يكمل المهمة، ويستمر في رحلة علاج صعبة لإنقاذ تلك السيدة الشجاعة. قنوات فضائية عدة في العالم تتيح وقتا لبرامج إنسانية. وفي العراق ومصر يتطوع صحفيون ومقدمو برامج للقيام بتلك المهام الإنسانية التي نحتاجها بالفعل لتخفيف المعاناة المترتبة عن حياة مضطربة.
*
اضافة التعليق