بغداد- العراق اليوم: لم يتبقِ على الموعد المزعوم لاقامة بطولة كأس العالم بنسختها الجديدة سوى ايام قلائل، ولا تزال امارة قطر حائرة بعد ان حاولت ابتلاع لقمة اكبر من حجمها، حيثُ تحاول توسل شتى الاساليب للتستر على اكبر فضيحة كونية سيعرفها التاريخ الرياضي، بعد أن تفشل هذه الإمارة المتضخمة في تنظيم هذا الاستحقاق الكوني المنتظر بما يليق وما هو مفترض ومتعارف عليه منذ اولى نسخ هذه المسابقة العالمية. أذن ماذا ننتظر كمتفرجين على الأٌقل؟. ننتظر للأسف الفضيحة بكل المقاييس، فقطر التي باتت على بعد ايام قليلة من مواجهة الاستحقاق العالمي، فشلت حتى الان في استقطاب الجمهور لحضور مباريات البطولة، فاضطرت الى ان تفتح باب بيع التذاكر للمرة الثانية على التوالي ولغاية نهاية شهر ايلول/ سبتمبر الجاري، بعد ان كانت قد أعلنت في وقتٍ سابق عن نفاد البطاقات المخصصة ليتضح ان الأمر كان جزءاً من سياسات التضليل التي تمارسها قطر وتعيش عليها في كل الميادين. فمع انها اعلنت عن بيع اكثر من مليوني تذكرة، الاٌ أن الأرقام الحقيقية اقل من ذلك بكثير جداً، وهي لا تزال تبحث عن قادمين من شتى البلدان، لاسيما ان العالم الغربي، يشهد اعراضاً عن القدوم لقطر لمتابعة مونديال عالمي، باعه شلة من الفاسدين على امارة صغيرة صحراوية قاحلة، تفتقر الى التاريخ، وتفتقر الى ابسط مقومات الحياة، امارة ليس فيها افق، ولا حياة، ولا رؤية، سوى كتل من الكونكريت الصلد الذي تكدس فوق بعضه البعض، ومات تحته آلاف العمال الآسيويين الفقراء الذين استعبدتهم الدوحة في بناء هذه المنشآت الرياضية التي تريد ان تدخل عبرها بوابة المجد وتنافس الكبار، وتتخلص من عقدتها الأزلية "أنها صغيرة جداً، وغير منظورة على خارطة العالم الحديث".
أننا امام فضيحة اخلاقية قبل ان تكون أي شيء اخر، فقطر الدولة التي دمرت بلداناً عدة بأموالها، وعاثت فساداً في اخرى ولا تزال تمارس أدوار الشر، تريد ان تغسل وجهها الدموي بهذا الفعل الانساني، وتريد ان تجمل ملامحها الشريرة بهذا العمل الدعائي الفج، لكنها تواجه الان دفع فاتورة هذا الطغيان، مقاطعةً واعراضاً وانتقاداً وسخطاً، ولربما ستواجه في قادم الايام ايضاً مقاطعات عالمية اكبر، بعد ان دنست الرياضة برشاها المالية القذرة التي اشترت بها ضمائر بلاتر وبلاتيني وإنفانتينو الذين باعوا شرف المهنة، وخانوا من أئتمنهم على هذه البطولة الكونية. قطر المحدودة الموارد البشرية، تحاول الان جاهدةً، ان تواجه خيبتها بالتوسل، فالعرض الأخير الذي طرحته لبيع تذاكر المباريات تسميه 3 في 1 ، ويعني ان من يقتني بطاقة واحدة بامكانه ادخال 3 اشخاص معه الى الدوحة، وهذا يعني انها تريد ان تجمع اكبر عدد من المتابعين بأي طريقة كانت، لانقاذ ماء وجههاـ والحفاظ على سمعتها، والرد على كل الأصوات الحقة والحرة التي تعالت وتتعالى ولا تزال، مشككة بقدرتها على مواجهة استحقاق مثل هذا، وانجاح فعالية كونية مثل بطولة كأس العالم. الدوحة التي تدفع الان ثمن فشلها، تهدد مستقبل البطولة العالمية الأحب الى الشعوب، رغم كل التسهيلات التي قدمها لها الفاسدون في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورغم كل ملايينها التي تدفعها، الا أن الاعلام الغربي، وخصوصاً الرياضي منه، يستعد لمحاسبة شديدة وعسيرة لكل من ساهم في نقل هذه البطولة الى هذا الجزء المغبر من العالم، وضحى بتوقيتات وجداول واجندة بطولة لم تواجه هذا الخلل وهذه المشكلة منذ عقود طويلة.
*
اضافة التعليق