المحترم يبقى محترماً.. والذليل يظل ذليلاً خانعاً..  وزير الصناعة صالح الجبوري إنموذجاً !!

بغداد- العراق اليوم:



يقول المثل الدراج " اليدري يدري والما يدري يگول گضبة عدس"، وبالفعل فإننا ازاء مشهد واحد، يختزل سنوات من المأساة الطويلة، ويفضح المسكوت عنه، والمعروف للقاصي والداني، ويترجم احاديث مطولة وتقارير مفصلة، وروايات وتسريبات كنا في الصحافة نسيل حبراً هائلاً في روايتها للناس، كي نقول لهم ان ما يجري في الخفاء كارثة حقيقية، حين كانت وما زالت الوزارات يجري تغانمها، والمؤسسات الحكومية يجري تحاصصها، والولاءات يتم شراؤها بأثمان معينة، لكل من يتمكن من حجز مقاعد عديدة في مجلس نيابي يفترض ان يكون حارساً لمصالح الشعب، وفي حكومات كان ينبغي ان تكون مثالاً للنزاهة والشفافية.

لكن كل هذا لم يكن يحدث، بل كانت الأمور تجري على مساق التحاصص (وتسليم الوزارات تسليم مفتاح) للكتلة التي ترسو عليها، فتحولها الى دكان صغير او كبير يدر عليها الإيرادات العامة، وتنهب اموال الشعب بلا رحمة ولا شفقة ولا ضمير.

هذا ما كان حادثاً للأسف في اغلب ان لم يكن كل حكومات ما بعد الاطاحة بالنظام السابق، وهذا هو المسار الذي جرى فيه توزير عشرات الوزراء (وزراء الصدفة) كما في توزير صاحبنا صالح الجبوري، الذي اتى به ابو مازن الجبوري، ليكون العوبة بيده، يضمن من خلالها تحكمه بوزارة مهمة جدا كوزارة الصناعة، فقام الجبوري ابو مازن بتصوير هذا الشخص النكرة وهو يؤدي اغلظ الإيمان بان يكون وفياً لمصالح ابو مازن وحزبه - حزب الجماهير- وان يسخر هذه الوزارة لخدمة هذه الفئة، في مشهد صادم ومثير للغضب والحنق من وقاحة وانحطاط هذه الطبقة الفاسدة التي نهبت موارد العراق بلا رحمة.

مؤكداً ان ابو مازن لم يأتِ ببدع من القول، بفعلته هذه، فالسياق هو ان يقسم الوزراء ومن هم بدرجات اقل منهم، امام رؤساء الاحزاب والكتل السياسية ويحنوا رؤوسهم امامهم سمعاً وطاعة، حتى يضمنوا الجلوس على كرسي المسؤولية.

لكننا نسأل بتجرد هل يمكن ان يحدث هذا الأمر وهذا الإذلال مع أسماء وشخصيات وطنية مثل رائد فهمي أو جاسم الحلفي او مفيد الجزائري او قاسم الاعرجي او عثمان الغانمي او مظهر محمد صالح او خالد العبيدي أو محمد شياع أو محمد صاحب الدراجي أو جبار اللعيبي أو حتى علي علاوي، او غيرهم من الشخصيات ذات الكرامة والإحترام لذاتها وعوائلها، خصوصاً أصحاب التاريخ السياسي الحقيقي والارث الحزبي العريق، ومن المؤكد إن هذه الشخصيات التي تعتز بنفسها، وتحترم قدراتها وتاريخها، تأبى ان تبيع ماء وجهها لأي كان، ومهما كان الثمن.

نعم، فالذين يحترمون أسماءهم لن يرضوا لأنفسهم هذا التحقير والإذلال مقابل موقع وزاري زائل، أو  حتى مقابل كنوز الدنيا كلها، فالمحترم يبقى محترماً مهما تغيرت الأحوال، والذليل يبقى ذليلاً خانعاً حتى يوم رحيله، ( والجبوريان صالح وأبو مازن) من النوع الثاني، النوع الذي فقد كل المبادئ والقيم، وقبل ذلك فقد كرامته نفسها، فهذا الوزير الجالس في الفيديو  يردد مثل ببغاء ما يملى عليه دون حياء وكرامة، سيرتضي بهذا الذل بل وأسوء منه ..

ملاحظة مهمة:

وزير الصناعة صالح الجبوري طرد من منصبه بأمر الشعب في ثورة تشرين الشهيرة.

علق هنا