بغداد- العراق اليوم:
في اعتراف غريب، وفي تصريح مستغرب ايضاً، راح الوزير الحالي للشباب والرياضة عدنان درجال، يبشر الصحفيين الذين جمعهم في قاعة بأن الوضع السياسي والأمني في العراق ( هش) للغاية، وهو لا يعرف الى أين تتجه الأمور في البلاد!. تصوروا فقط هذه الجزئية، وستعرفون حجم الكارثة التي يعيشها العراق الآن، شخص بمرتبة وزير في حكومة تقود العراق، ويتحمل اعضاؤها المسؤولية بالتضامن عما يجري في الساحة، يقول أنه يجهل الى أين تتجه الأمور، بمعنى أوضح أنه وحكومته التي هو جزء منها، لا سيطرة لهم على الأحداث، ولا قدرة لهم على التنبؤ بما يجري على الأقل، أن لم يكن لهم القدرة على ضبط الأمور التي هي من أبسط مهامهم، فساعد الله الشعب العراقي على هذا البلاء المحدق. بالعودة الى تصريح درجال الذي قال فيه بشكل واضح وصريح أنهُ يريد تقديم اعتذار بالنيابة عن الأتحاد الخليجي الذي تربطه به علاقات "متينة" لأي نقل لبطولة خليجي 25 التي من المؤمل ان تجرى في البصرة، وأن الوزير ( العراقي) درجال بدلاً من أن يقدم للإعلام الرياضي، والمجتمع العربي رسائل طمأنة ويبدد مخاوفه يقول لهم الآن بضرسٍ قاطع أنهُ والحكومة لا سيطرة لهم ولا كونترول على الأوضاع، وأن المجيء الى البصرة واللعب فيها مجازفة. درجال ايضاً يقول علانيةً أنه يخشى على حياة أي فريق تدريبي اجنبي يمكن ان يتعاقد مع اتحاد كرة القدم لتدريب المنتخب الوطني، وهذه رسالة واضحة وصريحة وعلانية من رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ووزير الشباب والرياضة، وعضو مجلس الوزراء الحاكم في البلاد الى كل من يفكر بأن يتعاقد مع المنتخب، بأن ملف سلامته وأمنه ليس لها أي ضامن، وبعبارة اخرى فأنهُ اعتراف وزاري رفيع المستوى بأن "الأمور في العراق خارجة عن السيطرة"، فأي خدمة مجانية بقصد او بغير قصد يسديها هذا الوزير للمنافسين، وأي اعتراف صعب وشاق على المستمع والمشاهد العراقي الذي تابعه، وكانت كلمات الوزير كالخناجر تقطع اكباد الجميع، وهو يعلنها صراحة عن العجز واللا مسؤولية من قبل المسؤول نفسه . نحن اذن أزاء حالة غريبة، أن يقول من يتصدى للمسؤولية، أن مسؤوليته تقتصر في اخبارنا عن الأمور السيئة، وأنهُ يعرف أنها تتطور، لكنه لا يفعل شيئاً يذكر في سبيل ايقافها، أي أن الأمور متروكة للقدر وحده يحكم ويقرر، فلمَ أذن انت هنا يا معالي الوزير؟. هذا الاعتراف الذي قلنا عنه غريب ومستغرب، يقدمه الوزير درجال، ويطلب من الصحفيين بعد ذلك ان لا يخبروا احداً، فهل يعقل هذا، هل هذا الحديث كان ضمن اجتماع سري او حكومي مغلق، أو أمني متخصص ليقول الوزير هذا الكلام، أم أنه علناً وامام حشد من القنوات الفضائية والاعلامية، فهل نفهم العكس مثلاً؟. ان الاعتراف كارثة حقيقية، ويمثل ارتكاسة في فهم المسؤولية الحكومية، وهو يندرج في اطار التحليلات السوداوية التي من المؤسف ان نرى وزيراً ورئيساً لاتحاد كروي يتورط في الادلاء بها، والتبشير بها بهذه الطريقة المريعة.. إنها باختصار خدمة مجانية يقدمها وزير الرياضة والشباب العراقي لأعداء العراق .. والعاقل يفهم ما نرمي اليه!
*
اضافة التعليق