الفردوس على موعدٍ اليوم مع عشاق الحرية والسلام ودعاة الإنسانية، لماذا هذه الساحة دون غيرها؟

بغداد- العراق اليوم:

لنبدأ من اخر سؤال في عنوان حديثنا المباشر هذا، ولنؤكد ان من اختار مكان تظاهرات القوى المدنية والديمقراطية والليبرالية الوطنية، وحدد لها ساحة الفردوس وسط بغداد، ذكي ولماح ومحترف، لماذا؟.

لأنه وببساطة اختار ان يبعث للمشارك والمتابع برسائل عالية الرمزية وعميقة الدلالات، انها رمزية ساحة كانت قد شهدت قبل اقل من عقدين من الزمن سقوط اعتى ديكتاتورية عرفتها المنطقة العربية والعالمية، وشهدت هذه الساحة الساحرة لحظة وضع سلاسل الحديد في رقبة تمثال اقسى دكتاتور فظ عرفه العراق، فما ان سقط ذلك التمثال اللعين حتى تهاوت تماثيل اخرى في بقاع مختلفة من عالمنا العربي.

نعم، انها الساحة التي شهدت ولادة العراق الجديد، والساحة التي اعلن فيها ابناء الشعب العراقي بيانهم الأول حين ضربوا رأس التمثال المسحول " بأحذيتهم ونعالهم" في اشارة واضحة الى انهيار تلك القسوة والتجبر والطغيان تحت ضربات الكادح الطيب (أبو تحسين) وأمثاله من فقراء الشعب، فمهما علا الحاكم وتجبر، فأنه سيواجه بما يلبسه الناس باقدامهم ذات يوم.

ولنترك مسألة الساحة ودلالاتها، ولنذهب الى هذا الحدث الحضاري الذي ستشهده اليوم، فالحدث هو اتحاد قوى سياسية وطنية مدنية، لا تؤمن بالعنف ولا الطائفية ولا المحاصصة وتنبذ الفساد قولاً وعملاً، وتزدري التبعية للغير، وتحتفي بالعمل الصادق من اجل الإنسان ورفعته، وتبحث عن المشترك الجامع، وتعزز الحريات العامة وحقوق الإنسان، وترفع من شأن الوطن، وتحارب الفكر الظلامي الارتكاسي، ولا تجامل على حساب المصلحة العامة ابداً.

هذه القوى العراقية الخالصة سواء اكانت من الرجال او النساء وحتى الأطفال الذين نتوقع ان يتواجدوا هي على موعد جديد مع تأكيد مطالبها، باستعادة الوطن من ايدي خاطفيه (العنف والفساد والتدخلات الخارجية)، وهي أيضاً عازمة على مواصلة نضالها الوطني بطريقة لا عنفية ، ومؤمنة بترسيخ ثقافة الاختلاف والتنوع، ولا تريد ان يصبح العراق دولة بلون واحد او يقاد من مجموعة معينة، بل تريده أفقاً يتسع للجميع، وفيه تصان الكرامات وتسود العدالة والتنمية والازدهار الاقتصادي والاجتماعي.

اننا على موعد اليوم مع هذا الطيف الوطني الواسع، وعلى موعد مع دعاة الحياة الديمقراطية الحقيقيين، وسيرى ويسمع العالم صوت الاحتجاج الناصع، وسيعرف من يتابع شؤون العراق ان ثمة طرفاً اخر، لا يعنيه سوى مصلحة الوطن، ولا يريد سوى ان يسود القانون والسلام ربوع العراق من اقصى شماله المعطاء الى اقصى جنوبه النابع بالمحبة والوفاء، فتعالوا وأنظروا بأعينكم، كيف سيرسم عشاق العراق الجميل لوحة زاهية للعراق الحلم.

علق هنا