العبادي وكارثة 347 ودمار البلاد وضياع العباد

بغداد- العراق اليوم:

من يسأل عن معنى الرقم 347، فأنه يشير الى واحد من اسوء القرارات الارتجالية التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة في العراق، وتلك هي حكومة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، الذي اراد ان " يكحلها، فعماها" كما يقول العراقيون في مثلهم الدارج، حيث ان هذا القرار اتخذ في العام 2015 كجزء من قرارات اتخذها العبادي لمواجهة الأزمة المالية وقتذاك، وايضاً جزء من مواجهة الفساد وتغوله، لكنه حل يشبه كثيراً من قيل له  ان في بيته "جرذ"، فبدلاً من ان يصطاد  الجرذ المؤذي ويقضي عليه بطريقة صحيحة، يقوم  بسكب البنزين،  واشعال البيت بمن فيه، صحيح انه  استطاع القضاء  على ذلك  الجرذ، لكنه أيضاً قضى على البيت بما فيه،  ولربما احرق الحي بأكمله.

هذه المعالجة البائسة والبدائية هي التي اتخذت من قبل حكومة العبادي انذاك ، فقد اوقف القرار المتخبط، اكثر من 4 آلاف مشروع بينها 25 مشفى، فضلاً عن مشاريع في الصحة والزراعة والصناعة والتجارة والبنى التحتية والرياضة وو… الخ من قطاعات الدولة المختلفة.

لقد كبد هذا الإيقاف الدولة خسائر بالمليارات، فأنت حينما تفسخ عقداً تلتزم بدفع تعويضات مالية للطرف الآخر، او على الأقل تلتزم بدفع ذرعة الامر الواقع، ثم تركت تلك المشاريع عرضة للاندثار والتخريب والاهمال.

صحيح ان القرار وفر وقتها بضعة مليارات من الدولارات، لكنه على المدى المتوسط والبعيد، اصاب الاقتصاد العراقي بمقتل، وظل نقص الخدمات وضعف البنية التحتية أساساً من اساسيات كل ما حدث لاحقاً من اجهاز على الدولة ومؤسساتها، باحداث الفوضى والعنف والارتدادات الشعبية المدمرة.

ان كارثية قرارات حكومة العبادي، لا تزال مؤثرة بقوة في مشهد اليوم، ولا يزال العراق يدفع ثمنها غاليا ازاء تخبط وعشوائية وعدم الاكتراث بالنتائج المترتبة على مثل هذه القرارات المزاجية والنفسية الناجمة عن تصورات شخصية او افكار مغلوطة.

علق هنا