الغزي يفتتح [ بالأحلام ] مطار الناصرية الدولي جداً !

بغداد- العراق اليوم:

انتهت قصة مطار الناصرية المدني، الذي شغل الدنيا، الى مجرد أكذوبة اعلامية، لا غير بعد ان تواطئ اطراف القضية على كتابة نهايتها ككل السيناريوهات هنا، حيث تبدأ القصص، بوعود عملاقة، وأحاديث شديدة التأثير والجذب، وتنهي كالعادة الى مجرد نهاية سائبة، لا وضوح فيها، ولا شيء تحقق على أرض الواقع، وكأن المثل العربي الشهير " تمخض الفيل، فأولد فأراً " صمم للعراق فحسب !

 قصة المطار المدني في الناصرية، انتهت باعلان خجول ظهر في وسائل إعلامية ووكالات محلية ، عن قرب هبوط اول طائرة مدنية على ارض المطار المزعوم !

الى هنا، يمكن لمن يريد الاعتراض، ان يعترض، فنهاية مشروع مطار يجب ان تنتهي بهبوط الطائرات وإقلاعها، فلم هذا التشكيك، وتلك المقدمة الحانقة؟

ايقاف العمل !

الجواب، بالتأكيد سيكون يسيراً على من يتابع مجريات الأمور، فبحسب معلومات مهمة حصل عليها [ العراق اليوم]، فأن هذا الإعلان هو  " كذبة حكومية" سمجة!، تواطئت على اطلاقها حكومة ذي قار المحلية، وإطرافاً أخرى  مختصة في شؤون المطارات في العراق, حيث تكشف المصادر، ان " وزير النقل الحالي كاظم الحمامي وعقب زيارته الشهيرة لأرض مطار الناصرية، اصدر أمره بإيقاف العمل بإنشاء صالات الانتظار واستقبال المسافرين، بعد ان اكتشفت شبهات واضحة في طريقة العمل، وطريقة إحالته من قبل سلفه السابق عبد الحسين عبطان، حيث أصدر الأخير، أمراً باحالة العمل على شركة مجهولة لإنشاء الصالة بطريقة "الجملونات"، دون الكشف عن تفاصيل العقد المبرم، ولا قيمته، حتى ان رئيس لجنة الخدمات في مجلس ذي قار المحلي رحيم الخاقاني، رفض أعطاء أي تفاصيل عن قيمة المشروع او الجهة التي تتولى تنفيذه"!

ثلاجة المشاريع الميتة !

وتشير المصادر الى ان " الحمامي رفض العمل، عند أول زيارة له،  مؤكداً انه غير مطابق لابسط المواصفات واصدر قراره بإيقاف الشركة المجهولة عن انجاز ما من تبقى الصالات"، مما جعل ملف مطار الناصرية المدني يدخل إلى " ثلاجة المشاريع الميتة" يقنياً وحسب العرف العراقي البيروقراطي !

وبدلاً من وعود متكررة كانت تبادر بإطلاقها وزارة النقل، او الحكومة المحلية في ذي قار، بقرب الافتتاح، بل ان رئاسة مجلس محافظة ذي قار، كررت ولعدة مرات متتالية الإعلان عن مواعيد افتتاح المطار رسمياً، تبين فيما بعد أنها " عارية عن الصحة، وغير دقيقة " على أقل التقادير ! فأن الصمت ساد خلال الأشهر الماضية عن هذا الملف بعد ان اكتشفت رئاسة مجلس ذي قار، ان الاستمرار باطلاق الوعود الكاذبة بات لعبة لا تجدي، ولا داعي للاستمرار بها، لكن ما الذي استجد في الامر، حتى عادت رئاسة مجلس ذي قار ممثلة برئيسها حميد الغزي  لإطلاق بالون دعائي فاقع، وبالتعاون  مع الحكومة المحلية، بقرب انطلاق اولى الرحلات الى مطار الناصرية المدني، وبشكل مفاجئ ! دون ان يتحقق أي شيء، او تحدث معجزة سماوية، اللهم سوى معجزة الانتخابات ! ودعايتها المبكرة!

والا كيف يمكن الحديث عن مطار مدني ينقل مسافرين عاديين، بلا صالات انتظار، ولا صالات توديع، ولا مرافق عامة، ولا مياه، ولا طرق نقل،  ولا كادر وظيفي متخصص بإدارة شؤون المطار، والعمل على تنظيمه، والكلام للمصدر الذي يتحدث باستغراب شديد !

كيف يمكن ان ننتظر انجازاً مثل هذا دون تهيئة ابسط شروط تحقيقه، ولم تلجأ السلطات المحلية في ذي قار، وخصوصا رئاسة المجلس الى تسويغ اطلاق مثل هذه الاخبار الكاذبة على جماهير المحافظة التي تفاءلت اول الأمر، ظنناً ان تلبد السماء بالوعود، يمكن يسمح لطائرات البوينغ او الايرباص ان يمر في سماء المحافظة، لكن هذا التفاؤل الحذر، انتهى الى مجرد فبركة اعلامية، لا تخلو  من شبهات فساد بين الوزارة وبعض اطراف مجلس المحافظة"!

شبهات فساد !

حيث تشير مصادر أخرى أتصل بها [ العراق اليوم ] الى ان اجتماعاً اجري نهاية الاسبوع الماضي في مجلس ذي قار المحلي، برئاسة الغزي وعدد من الدوائر للتحضير لاستقبال اول طائرة مدنية في ارض المطار المزعوم، لكن الاجتماع انتهى بدون نتائج سوى اعلان عن مقاولة سرية بقيمة تقارب المليار دينار، لمد انبوب نقل المياه للمطار، بشكل عاجل دون ان يكون هناك تنافس واضح على هذه المقاولة كما هو المعتاد في اطلاق هذه المشاريع "

تحذيرات من كارثة!

وتشير مصادر عليمة، لـ  [ العراق اليوم ]، ان " حكومة ذي قار المحلية والسلطات الأمنية حذرت من هذه الخطوة غير المحسوبة، والتي قد تنتهي بكارثة نظراً لعدم تأهيل المدارج بشكل مناسب، في قاعدة الامام علي العسكرية ، الا ان رئيس  مجلس المحافظة مستمر بالضغط للإقدام على استقدام طائرة مدنية من مطار بغداد لتهبط في ارض المطار المقترح، ويتم تصويرها على أنها فتح كبير تمكن من تحقيقه، ولينتهي كل شيء في موقع التصوير، ويرفع الديكور لمسرحية المطار السومري بهذه الصورة المفجعة "!

ويختم متحدث أخر  لـ [ العراق اليوم ]، حديثه، بالقول " ان تحويل ملف انشاء مطار الناصرية المدني الى دعاية انتخابية، كان يمكن ان يكون مقبولاً، لو تمكنت بالفعل السلطات المحلية وخصوصا رئيس مجلس المحافظة من ايجاده على ارض الواقع، لكن كيف يمكن يكون مقبولاً تسويق الفبركات، والألاعيب على انها انجازات، وهي لا تعدو مجرد احلام يقظة، لا يزال الغزي يريد لها ان تكون حقائقاً دون تقديم ابسط شروط تحويلها !!!

علق هنا