بغداد- العراق اليوم: فالح حسون الدراجي لم أجد البعثيين يوماً نشطاء وسعداء مثلما أجدهم اليوم.. والمناسبة المسببة لكل هذا النشاط، وهذه السعادة، هو وجود "شبهة" لتسجيل صوتي مسرٌب تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتحدث فيه المالكي عن السيد مقتدى الصدر والجمهور الصدري، وعن ايران أيضا، وغيرهم، بكلمات غير ودية، وتعبيرات تثير فتنة دامية، ومشاكل بين الشيعة قد تحرق الأخضر واليابس لا سمح الله.. ومن وجهة نظري، فإني فنياً، وعقلياً أشك كثيراً في صحة هذا التسجيل، وأشعر أن في الموضوع " فبركة" لايقدر على إنجازها ولا يفهم توقيت نشرها إلاٌ من له خبرة وقدرة فنية وامكانية عالية جداً، بحجم جهاز مخابرات دولي مقتدر، وبمعنى أدق فإن العملية هي حتماً من (شغل) دولة، وامكانات دولة مئة في المئة..
وأنا هنا لا أدافع عن المالكي شخصياً، فالأمر لا يخص المالكي وحده، أنما بات يخص سلامة العراق وأمن العراقيين جميعاً، وأهلي في صدارة العراقيين المهددة حياتهم بهذه الفتنة المجنونة.. إن الغاية واضحة من نشر هذا التسجيل الصوتي، وفي هذا التوقيت تحديداً، سواءً أكان التسجيل صحيحاً أو مفبركاً، وإذا ما عرفنا أن الغاية والهدف جهنميان، خبيثان مدمران، لا يسقط تأثيرهما النظام السياسي فحسب، إنما سيحرقان العراق برمته، لا سيما القوى الشيعية منه- وهو المطلوب كما يبدو من التسريب-لذلك توجب اجتماع كل أعداء العراق، عراقياً وعربياً واقليمياً واسرائيلياً أيضاً خلف هذا الهدف الاجرامي ! وحين يتوفر (بنزين) عالي الجودة، وسريع الإنتشار لحرق العراق والعراقيين، وهل هناك مثل التسجيل الصوتي المسرب، وفي هذا التوقيت تحديداً، وقوداً أشد تأثيراً من هذه الوقود..؟ لذلك هرع الأعداء من كل حدب وصوب، وفي طليعتهم وقف البعثيون وأبناؤهم، ومعهم الوهابيون، والصهاينة جنباً الى جنب، كما أصطف معهم كل الذين يتمنون تدمير العراق، وحذفه من الخارطة الجغرافية والتاريخية، وكل منهم له سببه ! لكن السبق يظل في هذا النشاط المعادي المحموم (للرفاق) البعثيين، فقد وجدوا الفرصة سانحة بل وذهبية لا تعوض للنيل من شخص المالكي الذي وقع على اعدام المجرم صدام، لاسيما وإن نار الثأر لم ولن تنطفئ في صدورهم الحاقدة.. كما أن الفرصة مواتية أيضاً للثأر من رجال وأبناء جيش المهدي الذين لاحقوا مجرميهم وكتبة التقارير المهلكة، مثل ظلهم وبهذا يتحقق الهدفان في فرصة واحدة، فرأس المالكي مطلوب، ورؤوس فرسان التيار الصدري مطلوبة، وها هم يجتمعون معاً في استثمار فرصة التسجيل الصوتي، لذلك ترى البعثيين وغير البعثيين يتوحدون خلف هذا النشاط.. علماً بأن الأعداء لن يكتفوا قطعاً برؤوس هؤلاء المطلوبين فحسب، إنما هم يريدون رأس العراق أيضاً، فهو المطلوب الأول لديهم حتى وإن تشدقوا بحب العراق وارض العراق ! .
ولنفترض أن التسجيل صحيح كما يؤكد الكثيرون، ولكن هل يتوجب أن يدفع الأبرياء ثمن هذا التجاوز، أو الكلام غير المحسوب، ولماذا يدفع أبناؤنا هذا الثمن، وأي ثمن باهض سيكون لاسمح الله ؟ والآن أدعو القراء جميعاً الى متابعة العناصر الأشد نشاطاً في نشر التسجيل الصوتي، والتعليق عليه بما يؤجج نار الفتنة المندثرة، ولاحظوا بأنفسكم سيل السم المدسوس في منشوراتهم، وسترون بأم أعينكم حجم التحريض الأسود من أجل أن يتقاتل، بل ويتذابح أبناء الشيعة في ما بينهم.. اخيراً أقول لكل المساكين الذين نشطوا بهمة عالية يوم أمس، وسينشطون اليوم، وغداً حتى تنتهي صلاة الجمعة، ولكل الذين يحاولون إيصال عود الثقاب الى بنزين الفتنة، أقول لهم ولمن يقف وراءهم من ( الكبار ): خسئتم لما تفكرون، وخسرتم قبل أن تفكروا، وستخسرون حين تنتهي صلاة الجمعة يوم غد، ولن تحصلوا على ما أبتغيتم، فصلاة جمعة الغد لن يخرج عنها ومنها سوى الدعوة للوحدة الوطنية، والرجاء للتآخي والمحبة والسلام، خاصة وإن السيد الصدر قد دعا جموع المصلين في وصيته، أن لا يحملوا معهم للصلاة غداً، غير سجادة الصلاة وتربة الحسين، وماء، وكمامة وعلم العراق .. فموتوا بحقدكم وخيبتكم .. وخذلانكم، وما النصر إلاً للعراق وللعراقيين.
*
اضافة التعليق