بغداد- العراق اليوم: مؤسف جداً وخطير جداً أيضاً ما حدث في مبارة الشرطة والديوانية مؤخراً، وكيف كاد الامر ان يتحول الى فتنة عظيمة، وان يدفع لتصادم عنيف قد ينتهي بسقوط ضحايا ويحول مباراة كرة قدم الى مجزرة دامية. حالة الشغب والاعتداء على ضيوف نادي الديوانية كانت لحظة صادمة، ومرعبة في الوقت نفسه، اذ ان تفريغ طاقة الشحن السلبي يمكن ان يدفع الامور الى جريمة كبرى، لا سيما مع حالة الشد العاطفي المرتفعة وحالة التأجيج الإعلامي المستمرة حتى قبل بداية المباراة بايام. صحيح ان الاثارة والتنافس الشريف هما ملح اللعبة لكن يجب ان لا يخرج الامر عن نطاق العقلانية والحكمة واحترام المنافس، فهذا البركان يمكن ان ينفجر في اي لحظة او اي اشارة خاطئة. مصادرنا تقول ان حكمة مشرف المباراة الكابتن حازم محمد القيسي ( ابو نور) وسرعة بديهته، وحسن تصرفه حسما الأمر بأقل خسائر ممكنة. فالرجل ادرك ان الامور تكاد تخرج عن نطاق اللعب فقط، فضبط إيقاع اللعب داخل المستطيل الأخضر طوال فترة المباراة، وهذا يعود أيضاً الى تعاون مديرية شرطة الديوانية، والأجهزة الأمنية هناك، الاُ ان بقاء لاعبي نادي الشرطة في ارضية الملعب بعد انتهاء المباراة اجج الموقف، وبدأت اعمال شغب مؤسفة بعد 20 دقيقة منها إطلاق العبارات المسيئة، ورمي قناني المياه الفارغة وغيرها من الامور الهجينة المستنكرة. ومع تمكن فريق الشرطة من الانسحاب، شاهدنا قيام نفر ضال من جمهور الديوانية، ب(نصب كمين) لسيارة فريق الشرطة على بعد كيلومتر والاعتداء عليها . هذا الامر حسمته قيادة شرطة الديوانية مشكورة، وقامت باعتقال ستة من اولئك المشاغبين، مع تأمين انسحاب الفريق بسلام الى خارج المحافظة. ان هذه الافعال المشينة ليست من اخلاق المشجعين الحقيقيين الذين يحرصون على ان تبقى اللعبة من اجل المتعة والتسلية والتشويق، والتنافس الشريف لا ان تتحول الى حقول كراهية شديدة وبغض وتناشز، وقطعاً هي لا تليق بجمهور مدينة لاعب السمك والمنتخب الوطني الخلوق فالح عبد حاچم، فجمهور الديوانية كان رمزاً للوفاء والجمال والحب، والوفاء الرياضي، المقرون بالروح الرياضية السامية، وفي ذات الوقت يتوجب علينا أن نحيي المشرف حازم القيسي، لشجاعته، وقدرته على ضبط المباراة، والسيطرة على تفاصيلها الدقيقة.
*
اضافة التعليق