خبير اقتصادي: صراع ايراني مع قيادة كردستان العراق للاستحواذ على حصة روسيا من تصدير الغاز الى اوربا

بغداد- العراق اليوم:

شرح أستاذ الاقتصاد جامعة البصرة نبيل المرسومي، الخميس، انعكاسات انتهاء صفقة الغاز بين تركيا وإيران في عام 2026، على حجم الصادرات الغازية في إقليم كردستان، فيما أشار إلى أن هناك إمكانية لدخول الأخير في المنافسة على الفوز بعقود الإمدادات التركية.

وقال المرسومي في تدوينه : "تبرز الأهمية الجيو استراتيجية للغاز في كردستان بسبب موقعه الجغرافي والحجم الكبير لاحتياطاته الغازية التي تصل إلى 75 تريليونا قدم مكعب".

وأوضح "تستهلك حكومة إقليم كردستان حاليا ما يقارب 440 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا من حقلي مورمور وجمجمال، ويتم ضخ الإنتاج من منشأة معالجة الغاز في مورمور عبر خط أنابيب يمتد على طول 180 كيلومتراً لتزويده إلى محطات توليد الكهرباء في جمجمال وبازيان وأربيل وإنتاج أكثر من 2000 ميغاواط من الكهرباء".

وأضاف "أعلنت دانة غاز أكبر شركة خاصة عاملة في قطاع الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط في 12 كانون الثاني 2022 عن تحقيق إنتاج غازي قياسي من عملياتها في إقليم كردستان، وصل إلى 452 مليون مقمق يوميا فضلا عن 15,000 برميل من المكثفات وأكثر من 1000 طن من الغاز البترولي المسال يومياً"، مشيرا إلى أن "شركة دانة غاز الإماراتية  تخطط لزيادة الإنتاج والوصول إلى 630 مقمق يوميا في عام 2023، أي ما يعادل 17.84 مليون متر مكعب يوميا أو 6.511 مليار متر مكعب سنويا".

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن "حكومة كردستان تعمل على خطط لنقل غاز كردستان إلى تركيا، إذ عقدت حكومة كردستان اتفاقاً مع شركة كار غروب لتمديد خط أنابيبها الغازية لتصل إلى الحدود التركية، وتنفيذ المشروع بشكل كامل خلال 16 شهراً، لتمديد خط أنابيب بحجم 36 أنجاً للغاز الطبيعي من حقل مورمور الغازي إلى أربيل، ومدّ أنبوب آخر بحجم 52 أنجاً من أربيل إلى دهوك، وبذلك يصبح خط الأنابيب الغازية لإقليم كردستان على بعد 35 كيلومتراً من الحدود التركية".

ولفت المرسومي إلى أن "الخبراء يحذرون من الصعوبات المتعلقة بندرة التعاون بين شركات النفط الدولية ووزارة الموارد الطبيعية في كردستان وكمية كبريتيد الهيدروجين المرتفعة في الغاز الكردي، الأمر الذي يتطلب معالجة مكلفة عند الاستخراج، لدى إقليم كردستان القدرة على إنتاج 40 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً بحلول عام 2035، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 5 مليارات متر مكعب سنوياً".

كما أشار إلى أن "زيارة رئيس الإقليم نيجرفان برزاني إلى تركيا في شباط الماضي ترتبط بخطة نقل الغاز من كردستان إلى أوربا عبر تركيا من خلال خط نابوكم"، مؤكدا أن "كردستان يمتلك موارد كافية من الغاز للتصدير إلى تركيا مع استمرار تلبية الطلب المحلي".

فيما بين أنه "من المحتمل أن تبدأ الصادرات على نطاق محدود عبر البنية التحتية الحالية لخطوط الأنابيب". مشيرا إلى أنه "إذا تطور القطاع بسرعة، فمن الممكن المنافسة على الفوز بعقود الإمدادات التركية التي تصبح متاحة مع انتهاء صفقة الغاز بين تركيا وإيران في عام 2026، وهو ما يعني أن الغاز الكردستاني سيدخل في منافسة مع الغاز الإيراني في السوق التركية التي تعد أكبر المستوردين للغاز الإيراني إذ استوردت تركيا من الغاز الإيراني 9.242 مليار متر مكعب عام 2021، وتعد إيران ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي لتركيا بعد روسيا. إذ تبيع إيران الغاز بموجب اتفاق إمداد مدته 25 عاما لتركيا تستخدمه لتوليد الكهرباء. ويتم تصدير الغاز عبر خط أنابيب يبلغ طوله 2577 كيلومترًا يمتد من تبريز إلى أنقرة".

ولفت المرسومي إلى أن "صادرات الغاز الطبيعي توقفت من إيران إلى تركيا في 31 مارس 2020، بعد انفجار وحريق في خط أنابيب على الجانب التركي من الحدود، ثم استأنفت إيران صادرات الغاز إلى تركيا بعد توقف دام ثلاثة أشهر وأدى توقف صادرات الغاز الطبيعي الإيراني إلى تركيا إلى توقف الإنتاج في عدد من المصانع التركية، ووجهت أنقرة انتقادات إلى طهران، وقالت إن إيران لم تلتزم بالأحكام الفنية لعقود تصدير الغاز بين البلدين".

وتابع أن "حالات التوقف تكررت عدم مرات فضلا عن تراجع كمية صادرات الغاز الإيراني إلى تركيا خلال فصل الشتاء الماضي بفعل ارتفاع الاستهلاك المحلي في إيران".

فيما بين أن "إيران  تحتاج إلى الاستثمار في جنوب فارس لتحسين وضعها وزيادة إنتاج الغاز والحفاظ على الأسواق العالمية، وتقدر تكلفة تطوير المراحل المتبقية من حقل الغاز بنحو 7.8 مليارات دولار، ولكن حتى ذلك الحين قد تبدأ الدول التي تعدّ عملاء للغاز الإيراني في العمل لإيجاد سوق بديلة لإيران". مستدركا "لكن لحين رفع عقوبات الاستثمار في البنية التحتية للطاقة في إيران، وإدارة الاستهلاك المحلي، ستواجه إيران العديد من التحديات في الحفاظ على حصتها في المنطقة. وبسبب ذلك لم تعد الإمدادات الإيرانية موردا موثوقا به لتركيا، وهذا ما يشكل أحد الأسباب المهمة للانفتاح التركي على كردستان للحصول على إمدادات مستقرة من الغاز ولكي تكون تركيا معبرا للغاز الكردستاني المصدر إلى الخارج".

وختم بالتأكيد "الأهمية الجيو ستراتيجة لغاز كردستان بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية والذي يمكن أن يكون أحد الخيارات المهمة لتزويد الاتحاد الأوروبي بالغاز الكردستاني كبديل محتمل وواعد للغاز الروسي".

 

علق هنا