بغداد- العراق اليوم: احنه ما حدش هزمنا .. إحنه هزمنا أنفسنا !
بقلم الكاتب المصري د. ابراهيم عيسى
إحنا ماإتهزمناش في 67... إحنا إتهزمنا من زمان .... إتهزمنا لما تخلينا عن البحث العلمي و مشينا ورا الشيوخ و الدراويش ! إتهزمنا لما بقينا بنقول ... مسلم و مسيحي . إتهزمنا لما المرأة المصرية الرائعة إقتنعت إنها عورة و ناقصة عقل مع إنها كانت شديدة الرقي و الجمال من أقل من أربعين سنة وكانت من ألاف السنين ... ملكة. إتهزمنا لما بقي المهندس و الطبيب و أستاذ الجامعة يقعدوا القرفصاء أمام شيخ ماخدش الابتدائية و يستمعوا له بكل تركيز ... بل يخطط ويقرر لهم كل حياتهم . إتهزمنا لما بقت شيخة لا قيمة لها تسيطر علي ملايين النساء و تلغي عقولهم تماما في الدرس الديني و يصبحوا دمي تحركهم كيفما شاءت . إتهزمنا لما تصورنا الدين دقن و نقاب و حجاب وليس أخلاق و معاملة . إتهزمنا لما تمكن داعية ديني لزج و أفاق من أن يُلبس الملايين الطرح ... وصدقوه
إتهزمنا لما بقينا شايفين أن الدكتور العالم العظيم ورجل الخير مجدي يعقوب في النار لأنه مسيحي و أن الشيخ يعقوب فى الجنة.. !
إتهزمنا لما بقينا مرعوبين و مذعورين من مجرد التفكير .. و لا نجرؤ حتي علي مناقشة ما زرعوه داخل عقولنا بل و ندافع عنه بإستماتة .. حتي لو كان كلام فارغ . إتهزمنا لما بقت أعلى التبرعات لبناء دور العبادة و أقلها ... لمراكز البحث العلمي... إتهزمنا لما بقت حياتنا مزايدات دينية في منت الزيف و السطحية . إتهزمنا لما سمينا المنتخب ... فريق الساجدين . إتهزمنا لما سمينا اللاعب المحترف محمد صلاح ... أبو مكة . إتهزمنا لما قالوا لنا إن الملايكة بتلعب مع المنتخب وهنكسب بالدعاء.. إتهزمنا لما بقينا لا ندرك الفرق بين المعارضة بشرف و بين قلة الأدب والسفالة .. إتهزمنا لما سلمنا عقولنا لشوية آفاقين، وفي أحسن تقدير محدودي الذكاء .. معركتنا الحقيقية مش في ماتش كورة و لكنها معركة بين العلم و الحداثة أمام الجهل و التخلف ، وللأسف علينا أن نعترف بالهزيمة وأن التخلف هو المنتصر حتي الآن .
إحنا ماحدش هزمنا ... إحنا اللي هزمنا نفسنا..
*
اضافة التعليق