بغداد- العراق اليوم:
تعرضت أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا لقصف روسي، صباح الجمعة 4 مارس/آذار 2022، مِمَّا أشعل حريقاً وأثار مخاوف من كارثة نووية مماثلة لكارثة تشيرنوبل، ورغم إخماد الحريق بسلام، لكن البعض يتساءل بقلق عن كيف يحمي الناس أنفسهم عند انفجار محطة نووية؟ خصوصاً أنها ورقة ضغط تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا؛ إذ أصابت نيران موسكو منشأةً للتخلص من النفايات المشعة في كييف وأخرى مماثلة في خاركيف، كما سيطرت القوات الروسية على محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، كما أعلنت قوات الردع النووي الروسية استعدادها في حالة التأهب، ما يثير قلقاً من كوارث نووية.
ماذا يحدث عند اندلاع تفجير في محطةٍ للطاقة النووية؟
تستخدم محطة الطاقة النووية وقود اليورانيوم في إنتاج البخار لتوليد الطاقة الكهربائية، وتقوم هذه العملية بتحويل اليورانيوم إلى مواد مشعة أخرى، وفي حال وقوع حادثة في محطةٍ للطاقة النووية؛ تتراكم الحرارة مع الضغط، قبل إطلاق البخار والمواد المشعة.
لكن محطات الطاقة النووية مصممةٌ مع العديد من الأنظمة للمساعدة في منع المواد المشعة من الانطلاق إلى البيئة؛ إذ عادة ما تُبنى المفاعلات داخل مبانٍ خرسانية مصممة لاحتواء المواد المشعة التي يمكن أن تنطلق في حال وقوع حادث، ورغم ذلك قد تؤثر سلباً على الصحة العامة.
ما هي الآثار الصحية لحادثٍ في محطةٍ للطاقة النووية؟
ليست هناك تأثيرات صحية فورية على العامة نتيجة وقوع حادثةٍ في محطة طاقة نووية، كما تؤكد وزارة الصحة بولاية فيرجينيا الأمريكية، ويرجع ذلك إلى أنّ كمية الإشعاعات الموجودة ستكون أصغر من أن تتسبب في الإصابة أو المرض.
ومع ذلك يظل خطر الإصابة بتأثيرات صحية بعيدة المدى قائماً؛ إذ قد يُصاب المرء بالسرطان بعد سنواتٍ من التعرض للإشعاع البسيط.
الخطر الأكبر يكون على الأشخاص الذين يعيشون في محيط 16 كيلومتراً من محطة طاقةٍ نووية، وينصح دائماً بأن يعرفوا أرقام جهات الطوارئ بالمنطقة، وعليهم أيضاً أن يحصلوا على يوديد البوتاسيوم لحمايتهم من نظير اليود المشع.
في الحقيقة؛ لا يمكن للناس أن يروا، أو يشموا، أو يشعروا، أو يتذوقوا الإشعاعات، إذ سيحتاجون لمعدات خاصة من أجل الكشف عن الإشعاعات، لذلك من المهم أيضاً أن يحتفظوا بجهاز راديو وبطاريات احتياطية سليمة للاستماع إلى وقت إطلاق صفارات الإنذار.
أيضاً يُنصح بالاحتماء في المكان الذي يتواجد فيه الشخص، مع إغلاق جميع النوافذ وأجهزة مكيف الهواء وفتحات التهوية أو أية نوافذ تدخل الهواء الخارجي إلى المكان الذي يحتمي به الشخص.
وفي حالة الإخلاء؛ لا بدَّ من الاهتمام بتقليل فرص التعرض للهواء الطلق، فإذا كان الشخص يركب سيارة، فمن المهم أن يغلق جميع النوافذ وفتحات التهوية لمنع المواد المشعة من دخول السيارة، وعليه أن يسلك مسار الطوارئ المحدد لمنطقته.
الأهم من كل هذا هو الاحتفاظ بأدوية يوديد البوتاسيوم أو غيره من الأدوية، لكن هل يمكن للناس أخذه لحماية أنفسهم من الإشعاعات دون أن يتعرضوا لها؟ حسب وزارة الصحة في فيرجينيا، فإنه ليست هناك أدويةٌ لحماية الشخص من غالبية المواد المشعة.
كما أن يوديد البوتاسيوم يحمي الغدة الدرقية فقط من التعرض لليود المشع، مما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بعد سنواتٍ من التعرض. وبالتالي فإنّ يوديد البوتاسيوم لا يحمي الشخص من التأثيرات الفورية للإشعاع.
*
اضافة التعليق