بغداد- العراق اليوم: تمرّ محافظة ديالى، شرقي العراق، بظاهرة بيئية لم تحدث منذ 100 عام، تتمثل بغياب "الخط الأخضر" الذي يضمّ نحو نصف مليون دونم من الأراضي الزراعية، نتيجة لأزمة الجفاف التي تضرب البلاد وتلحق ضرراً فادحاً بالمحافظة. وقال رئيس "الاتحاد المحلي للجمعيات" في ديالى رعد مغامس، في تصريح صحافي، إنّ المحافظة لن تشهد وجود "الخط الأخضر" هذا العام، بسبب الجفاف الذي دفع السلطات إلى تخفيض الخطة الزراعية، في إشارة إلى حقول القمح الواسعة التي ستبقى أرضاً قاحلة هذا العام بسبب ندرة المياه. وأشار مغامس إلى أنّ "ربيع 2022 في ديالى سيمثّل حالة بيئية نادرة تحدث للمرة الأولى في المحافظة منذ 100 عام"، موضحاً أنّ مساحة "الخط الأخضر" تصل إلى نصف مليون دونم. ووصف التقارير المتوفّرة حالياً بشأن أزمة المياه في ديالى بأنها "مقلقة جداً"، محذراً من أنّ الفترة المقبلة "قد تكون أسوأ بكثير". وشدّد مغامس على ضرورة التحرّك السريع من أجل الحفاظ على ما تبقى من مساحات خضراء في ديالى، مؤكداً أنّ خسارة هذه المساحات تمثّل "كارثة يصعب تعويضها خلال فترة وجيزة". وقال جاسم المهداوي، وهو موظف سابق بدائرة البيئة في ديالى، إنّ المحافظة تمرّ بوضع بيئي صعب جداً، موضحاً، أنّ مدن ديالى التي كانت تُعرف سابقاً بكثرة البساتين، وخصوصاً أشجار البرتقال، أصبحت خالية من المساحات المزروعة. ولفت إلى أنّ بعض السكّان بدأوا بتحويل الأراضي الزراعية إلى سكنية، أو بيعها بأثمان بخسة، محذراً من أنّ هذا التحوّل "ينذر بخطر أكبر هو الهجرة من الريف إلى المدينة، وبالتالي، فقدان التميّز البيئي لديالى التي كانت تتمتع بكونها واحدة من أجمل محافظات العراق من خلال بساتينها وطبيعة أراضيها". وتواجه ديالى منذ أشهر أزمة مياه حادة تهدد كل جوانب الحياة فيها، وخصوصاً القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه نحو 65% من سكّان المحافظة، التي كانت تتمتع بنهر دائم الجريان، هو نهر ديالى الذي يمرّ عبر مختلف مدن المحافظة الواقعة شرقي البلاد، قبل أن يتحوّل إلى شبه جدول صغير إثر تغيير إيران مجرى رافده الرئيسي القادم من أراضيها. وعمدت إيران أكثر من مرة إلى تغيير مجرى روافد عدة ضمن حدود الأراضي الإيرانية، الأمر الذي أدّى إلى تداعيات بيئية واقتصادية وإنسانية بالغة في محافظة ديالى، وتزامن ذلك مع شحّ في تساقط الأمطار في الشتاء الماضي.
*
اضافة التعليق